على هامش Arabs Got Talent - ليتني اكون مخطئا - عطاالله منصور
دعيت لحضور الحلقة الاخيرة من برنامج ترفيهي حاول تشجيع اصحاب المواهب العرب واطلق عليه اسم يقول بصراحة الجهال: بان للعرب ايضا مواهب خارقة!
وفي اللحظات الاولى واجهتني - كمشاهد - ظاهرة خزينة لا يل مأساوية :
- قد أجد مبررا لان اسم البرنامج جاء بالانجليزيه لان اصحاب المبادرة قصدوا تحدي ادعياء احتكار المواهب الخارقة في عقر دارهم وبلغتهم بالذات.
قلت:
- قد اجد لاصحاب المبادره ما يبرر هذا التجاوز.
ولكن التوقف الاعلاني الاول فرض علي سؤالا جديدا :
لماذا احتكرت شركات اجنبية مساحة الاعلان التجاري كله ؟ الا يمتلك العرب " اصحاب المواهب" ما يعرضونه للبيع ؟.
قال لي بعض جلسائي :
لا تتعجل الحكم على اصحاب الفكرة ! لا يعقل بان كافة البضائع الاستهلاكية التي سيروج لها هذا البرنامج ستكون مستوردة! .
ولكن البرنامج لم يتضمن دقيقة واحدة لمنتوج عربي صنعه اصحاب المواهب العرب .
قيل لي :
- لا تبالغ في ادانة من صنع المسلسل . انه مجرد مسلسل !
قلت :
وهل يشاهد العرب برامجا غير مسلسلات فارغة من اية قيم حقيقية ؟ وحتى حين يبادر البعض بتشجيع المواهب تجدهم يأتوننا بمن يغنون ويتاجرون بالنشيد القومي او انهم يرسمون صورة لمطرب يغني . لقد اكد لنا هذا البرنامج السخيف والضحل اننا كأمة - عربية - نعيش على هامش المجتمعات الدولية ونقيم بانفسنا الدليل القاطع على وضعنا المتردي!.
وفي مناسبات متعددة سمعت فخرا بالنفط العربي صاحب النفوذ الاقتصادي والتأثير السياسي.
قلت
وهل ساهمت المواهب العربية في تصنيع هذه الهدية من المواد الخام التي من بها الله على بعض الدول العربية؟ هل استثمر ريع هذا المنتوج من منتوج الاراضي العربية في تأمين الخبز والحليب لملايين الاطفال العرب الجياع ؟
قالوا : انك تبالغ ولا شك !
قلت : ليتني اكون مخطئا وساعود للموضوع في اول فرصة سانحة !
