مشاركة فيديوهات ومقالات بالعربية

انها مسؤوليتك يا اخي المسلم! بقلم: بطرس منصور

5.00 - (1 تقييمات)
نشرت
1035
مشاهدات
0
تعليق

ابلاغ Report

انها مسؤوليتك يا اخي المسلم! بقلم: بطرس منصور

عشنا أسابيع من النشوة والزهو لمرأى الحشود التوّاقة للحرية في العالم العربي وخاصة في مصر. سعدنا أن أبناء جلدتنا العرب انتفضوا مطالبين بالحرية والكرامة أمام بطش واستبداد الطغاة.

لكن صور مذبحة الجيش بالأقباط المتظاهرين في مصر أيقظتنا من حلم الربيع العربي رأساً لى واقع عسكري قاسي بإيحاء كراهية بدائية للمسيحيين.

عانى الشعب العربي طيلة قرون من بطش الاحتلال التركي ولم تُحَل قضايا هذا الشعب بزوال الاحتلال إذ أعقبه احتلال غربي انجليزي أو فرنسي ومن ثم تربع حكام على عروش الدول العربية التي تكونت. اخذ هؤلاء الحكام البطش ديناً والكبت نبراساً يهتدون به. وقد تشكلت في ظل هؤلاء الحكام مجتمعات عربية معاقة ومتخلفة أصبحت مثار ضحك واستهزاء العالم بأسره.

 تقدم العالم علمياً بعد الحرب العالمية الثانية واتجه نحو الحداثة والرفاهية، واستطاع المواطن في كل أرجاء العالم العيش حياة كريمة وتحقيق الذات بأفضل وجه. لكن العرب ظلوا يرزحون تحت سيطرة الحكام المستبدين ويقبعون في جهل وتخلف وانحسار.

بزغ الربيع العربي ليعطي بصيص الأمل لغد مشرق ولكن نعيق البوم نذير الشؤم علا ليُنذر بصعود قوى ظلام وتعصب بدل الحكام المخلوعين. قال هؤلاء أن نهاية العرب ستكون أسوأ من بدايتهم. قال هؤلاء انه لربما كان الحكام فعلاً مستبدين لكنهم على الأقل يحافظون على الاقليات: لربما كان صدام حسين وبشار الأسد وحسني مبارك في طليعة الدكتاتوريين لكنهم يحفظون النظام ولا يدوسون على كرامة الأقليات مثل المسيحيين أو الأكراد.

إن السؤال الثاقب الذي لا بد من سؤاله هو: هل يحتمل الشرق العربي- المسلم في أغلبيته- وجود أقلية مسيحية في وسطه؟ وسؤال لا يقل صراحة :هل تسلط الخط السلفي والأصولي المتعصب والنابذ للآخر على الإسلام نظراً لصمت الأغلبية المسلمة؟

لقد عاش المسيحيون مع المسلمين لقرون طويلة بألفة واثبت المسيحيون بشكل لا يقبل التأويل أنهم مخلصين لشعبهم وإخوانهم وأنهم لوحة رائعة وزاهية في فسيفساء تاريخ الشعب العربي.

للمثال فقط اذكر أسماء حديثة مما قدمه المسيحيون العرب للتاريخ العربي:  فيروز ، أنطون سعادة ، بطرس البستاني ، ماجدة الرومي ، حنا مينة ، ميشيل عفلق ،ادوار سعيد ، خليل السكاكيني ،جبران خليل جبران، حنان عشراوي، إميل حبيبي، إبراهيم اليازجي ، إيليا أبو ماضي، مي زيادة، نعيم عتيق، جورج حبش وغيرهم الكثير.

ان التعامل الفظ مع مسيحيي الشرق يقود لهجرة متزايدة وقد يؤول لإفراغ الشرق من مسيحييه. أن تحقق هذا السيناريو - سيكون ذلك شهادة فشل ذريع للأمة العربية. يتوجب على الشعب الذي يتوق للبناء والنهضة ويحلم باللحاق بباقي الشعوب أن يحافظ على الأقليات فيه معززة مكرّمة. لقد تعالت أصوات الغربان المناهضين للعرب ليشيروا للمذابح المتكررة ضد العرب منذ نجع حمادي والإسكندرية والآن في ماسبيرو وليقولوا للجميع: ألم نقل لكم أن ذلك سيحدث حالما يُخلع الحكام العرب؟ ألم نقل لكم أن الحرية والديمقراطية لا تناسب العرب؟ إن أعداء العرب يشيرون لذلك ليقولوا للعالم انه من الأفضل أن يبقى العرب تحت رحمة سلاطين وحكام يدّجنون الشعوب العربية حتى أجل آخر.

لا بد من قولها بوضوح: من لا يطالب بالحرية والمساواة لأقليات مستضعفة لا يستحق الحرية بنفسه. إنها مسؤولية كل مسلم أن يقف ليحمي أخيه المسيحي وليقول بصوت مدوي: كفى.

وكقول الأستاذ أبا علي الدقاق :الساكت عن الحق شيطان اخرس.

هل من مسلمين ذوي جرأة يقفون وقفة حق وينتصرون لإخوانهم المسيحيين في العالم العربي؟

 

1035
مشاهدات
0
تعليق

ابلاغ Report

جاري التحميل