الشرطة مقصرة باداء واجبها - عطاالله منصور
قال : ان القاء اللوم على الشرطة في حريق مسجد طوبا هو اصدار احكام شعبوية تقصد كسب الشعبية باقصر الطرق وفي هذا ظلم واضح !
لم اتوقع مثل هذا اللوم الا من شخص لم يحتاج الشرطة، ومنحه الله حياة السعادة بعيدا عن الحكومة والحكماء، ولم يقم بينه وبين الشرطة اية اصطدام مقصود او عرضي، ولم يقرأ الصحف ولم يستمع الى قصص يرددها خلق الله عن تصرفات الشرطة.
ولكن محدثي من سكان الناصرة وحتى سمعت منه هذا اللوم كنت مقتنعا بان كافة سكان الناصرة يعرفون ان شرطة الناصرة لا تقوم بحملة لفرض سلطة القانون الا في حالة وصول "اخبارية" ان في البلد حيفتس حشود - اي ان في موقف للركاب او قريبا منه "شيء يثير الشبهة". وهنا تظهر دوريات الشرطة لاغلاق الشارع الرئيسي وشل حركة المدينة حتى يتضح ان عاملا نسي زوادته او اهملها لان احدا وعده بما هو افضل.
في حياتي عشرات التجارب الشخصية التي احتجت فيها زيارة من شرطة النجدة، ودائما، اهملت الشرطة طلبي. ومن هذه الذكريات التي لا انساها انني كنت بالصدفة قريبا من جمهور ملأ الاجواء بصراخ وشتائم وحجارة وعصي! وبطيبة قلب فكرت ان واجب المواطن الذي لا يستطيع وقف "الطوشه" ان يبلغ الشرطة بوقعها وان يطلب منهم القدوم لحفظ السلام! وهنا اكتشفت ان الشرطي الذي اتصلت به اراد مني ان اعطيه التفاصيل والسبب لهذا الاعتداء على السلام العام واسماء وعدد القتلى.
الشرطي بدأ يسخر مني. "ما دمت مجرد عابر سبيل" وغريب الديار، فلماذا لا تطلب من احد طرفي النزاع ان يتصل معي؟ قلت للشرطي بان طلبه مني ذكرني بقصة المرأة التي اشترت دواء للتخلص من البراغيث وحين سألت البائع عن كيفية استعمال الدواء قال لها : امسكي البرغوث وافتحى فمه وضعي فيه حبتين من هذا الدواء ثلاث مرات يوميا !
ضحك الشرطي واعترف في اذني بان مركز الشرطة في الناصرة لا يمتلك سيارة دورية للقدوم الى موقع الطوشة!
ويظهر غياب دوريات الشرطة في الحالات الطارءة واضحا، ومن هنا فعلينا لوم الشرطة لتقصيرها.
قال محدثي : الم تقرأ، ولم تسمع، خبر اليهودي الذي قتل زوجته في الاسبوع الاخير وطلب من الشرطة القدوم. ولم تقم الشرطة باية حركة فعاد في اليوم التالي لزيارة جثة ضحيته وكتب لها رسالة غرام واتصل بالشرطة وعبر عن احتجاجة لعدم نقل زوجتة - واعتقاله- بعد مرور 24 ساعة من ابلاغهم بالجريمة ؟
قلت : معك حق ان الشرطة مقصرة مع الجميع، ولكنها مقصرة اكثرمع العرب!
