النميمة كلمات من نار
النميمة كلمات من نار.!!!!
إن الكلمة العبرية المترجمة "نمام" في الكتاب المقدس تعرّفه بأنه: "الشخص الذي يتجول ناشراً الأخبار أو الفضائح." فالشخص النمّام هو من لديه معلومات خاصة بالآخرين ويعلنها لمن ليس من شأنهم معرفتها. فالنميمة تختلف عن المشاركة بالمعلومات بناء على النية. فالنمامين يهدفون إلى رفع شأن ذواتهم بتحقير وأثارة الكراهية بين الآخرين وتعظيم أنفسهم وكأنهم مستودع المعرفة. النمام هو الشخص الذي ينقل الكلام بين طرفين بقصد الإفساد وإثارة الكراهية والأحقاد. والنميمة هي من ضمن قائمة الخطايا الذي يفعلها كل من لم يعترف بالله. وَبِما أنَّهُمْ رَفَضُوا الاعتِرافَ بِاللهِ، فَقَدْ تَرَكَهُمُ اللهُ لِعُقُولِهِمُ الفاسِدَةِ. وَسَمَحَ لَهُمْ بِأنْ يَفعَلُوا ما لا يَلِيقُ. إنَّهُمْ مُمتَلِئُونَ مِنْ كُلِّ إثمٍ وَشَرٍّ وَأنانِيَّةٍ وَخُبْثٍ. وَهُمْ مُمتَلِئُونَ حَسَداً وَقَتلاً وَخِصاماً وَخِداعاً وَحِقداً. مُحِبُّونَ لِلنَّمِيمَةِ، مُفتَرُونَ عَلَى الآخَرِينَ، كارِهُونَ للهِ، وَقِحُونَ، مَغرُورُونَ، مُتَباهُونَ، مُختَرِعُونَ شُرُوراً، لا يُطِيعُونَ وَالِدِيهِمْ، (الرِّسالَةُ إلَى مُؤمِني رُوما 1:28-30 SAT) ويروي لنا الكتاب المقدس كيف ان نميمة داوغ الادومي تسببت في قتل خمسة وثمانين كاهناً في عهد الملك شاول في صموئيل الأول الإصحاح ٢٢. وكذلك تسببت بإهانة عبيد داود وسقوط العمونين بنميمة رؤساء بني عمون في أخبار الأول الإصحاح ١٩. وأيضاً تسببت باغتصاب حقل نابوت ومقتله في عهد الملك أخاب في ملوك الأول الإصحاح ٢١. وألقت النميمة الفتية الثلاثة في أتون النار في عهد الملك نبوخذنصر في دانيال الصحاح الثالث. وكذلك القت دانيال في جب الأسود في دانيال الإصحاح السادس. ويحدثنا سفر الأمثال عن نتائج النميمة فهي تفرق الأصدقاء. المُخادِعُ يُحدِثُ النِّزاعَ، وَالنَمّامُ يُفَرِّقُ الأصْدِقاءَ. (كتابُ الأمثال 16:28 SAT) والنميمة تثير المشاكل وتسبب الخصومات وتشعل النزاع. بِدُونِ حَطَبٍ تَنطَفِئُ النّارُ، وَبِدُونِ النَّمّامِ تَهدَأُ المَشاكِلُ وَالخُصُوماتُ. الفَحمُ يُستَخدَمُ لِلجَمرِ، وَالحَطَبُ يُستَخدَمُ لِلنّارِ، وَمُثِيرُ المَشاكِلِ يُشعِلُ النِّزاعَ. كَلامُ النَّمّامِ يُشبِهُ الطَّعامَ اللَّذِيذَ الَّذِي يَنزِلُ إلَى المَعِدَةِ. (كتابُ الأمثال 26:20-22 SAT) هي أيضاً مثل طعن السيف؛ هُناكَ ثَرثَرَةٌ مِثلُ الطَّعْنِ بِالسَّيفِ، أمّا كَلامُ الحَكِيمِ فَفِيهِ شِفاءٌ. (كتابُ الأمثال 12:18 SAT) والنيمة هي الشر المخزون لدى الشرير قال الرب يسوع المسيح؛ فَالإنسانُ الصّالِحُ يُخرِجُ ما هُوَ صالِحٌ مِنَ كَنزِهِ الصّالِحِ، وَالإنسانُ الشِّرِّيْرُ يُخرِجُ ما هُوَ شِرِّيرٌ مِنَ الشَّرِّ المَخزُونِ لَدَيهِ. وَلَكِنِّي أقُولُ لَكُمْ إنَّهُ فِي يَومِ الدَّينونَةِ، سَيُسْألُ النّاسُ عَنْ كُلِّ كَلِمَةٍ قالُوها. (بِشارَةُ مَتَّى 12:35, 36 SAT) ولان ماذا افعل اتجاه النميمة والنمامين؟ كلمة الله تعلمني ماذا افعل؛ ان اطيع كلمة الله التي تقول؛ لا تَخرُجْ كَلِماتٌ غَيرُ لائِقَةٍ مِنْ أفواهِكُمْ، بَلْ فَقَطْ ما يَصلُحُ لِبِناءِ الآخَرِينَ، حَسَبَ الحاجَةِ، وَلِفائِدَةِ السّامِعِينَ. (الرِّسالَةُ إلَى أفَسُس 4:29 SAT ان أتجنب الأحاديث الدنيوية الفارغة؛ أمّا الأحادِيثُ الفارِغَةُ الدُّنيَوِيَّةُ فَتَجَنَّبْها، لِأنَّها لا تَعمَلُ إلّا عَلَى إبعادِ النّاسِ أكثَرَ عَنِ اللهِ. (الرِّسالَةُ الثّانِيَةُ إلَى تِيمُوثاوُس 2:16 SAT) ان لا يكون ذهني ساحة يلقي النمامين فيها نفاياتهم. وذكر النمام بخطورة نميمته وأخبره بعدم تصديقي لما يقول؛ كلمات الجاهل مهلكة له، وأقواله فخ لنفسه. همسات النمام كلقم سائغة تنزلق الى بواطن الجوف." (أمثال 18: 7-8) واهم شئ هو ان اضبط لساني مبتعدً عن كل نميمة لانها كلمات من نار. واطلب معونة الله لي؛ أعِنِّي، يا اللهُ، وَاضبُطْ لِسانِي. أعِنِّي فَأنتَبِهَ إلَى ما يَخرُجُ مِنْ فَمِي. (كتابُ المَزامِير 141:3 SAT)
سالمراد