مشاركة فيديوهات ومقالات بالعربية

نص مختار من كتاب تأملات سابقة - رؤية - عزمي بشارة

0.00 - (0 تقييمات)
نشرت
339
مشاهدات
0
تعليق

ابلاغ Report

نص مختار من كتاب تأملات سابقة - رؤية - عزمي بشارة

نص مختار من كتاب تأملات سابقة الذي كتبه عزمي بشارة عام 2010 ولم ينشره بعد
وسمح بنشره الآن على هذه الصفحة:

رؤية

يمنحني فضولُك نقطةً سحريّةً أرى منها الزمانَ منبسطاً
كأني أشاهِدُ سهلَ مجيدو من الكرمل
(لا أقصد المذكورَ في الرؤيا
أو في نهاية التاريخ في هوليوود
أقصدُ المألوفَ يغفو عند أقدام الجليل
سطحًا فسيحًا من حياةٍ وتراب
كان موطنَ الزيتون وموئلَ الزعترِ
أصحابُه أهلُ الهضاب، الحب ذنبهمُ
عشقوا براريها التي امتنعت
وحنّوا إليها، وما رقّ لهم قلبُ الزمان
كانت على عوزٍ تقوم بالأَوَدِ
صارت بفضل الغزاة غذاء الأدبِ
تُقَدَّمُ للشعرِ مجازًا، وماءً لطواحين الكلام، وسلوى للرحيل)

ينبسطُ الماضي أمامي فجأةً
مثلما يظهر من سفوحِ الطورِ مرجُ ابنِ عامرٍ
ينجلي كاملًا بعد منعطفٍ، فيرميني بالنَّفَس العميق
ويمرُّ بي من الماضي شريطٌ
لَوْحِيَ المحفوظُ ذاكرتي، ورؤايَ كالأحلامِ ماضٍ جلُّها
لا أستقرئُ المستقبلَ
أصمُّ سَمعي عن التُّرَهاتِ، وتأبى عيوني الرؤى والدجلَ
لا أرى موقعة فاصلة، ولستُ ألْمَحُ أمَّ النهاياتِ
أنشد الإنصاف في البشر وأشك بأيِّ عدلٍ مطلق،
أتوجس ممن لا يرتابُ بالغيبِ
يقلقني من لا يجد معنًى لشيء
وأخشى من يملكُ كلَّ الأجوبة

ما يشقُّ على الخيالِ أجدى لنا ألا يُصاغَ
أنبِّئُك بنيّ، الخلاصُ النهائيُّ قناعُ كلِّ الموبقاتِ
لا تأتمن مَن يدَّعيه، ولا تتّبع إغواءه
ضعفُ الشباب الضَجَرُ ورهابُه الزمنُ الرتيبُ
لا ترجُ في وعود الخلاص ترويحًا وسلوى
السأم أرجى منها في اليسرِ
والحزن أجدى منها في الزمن العصيبِ
إن كنت وحدك لا تخف!
عزلةُ العقل ادّخرها! غربةُ الرَوْعِ احمها!
لا تبعْ ما لا يُباعُ ويُشترى!
وحدة الإنسان غاليةٌ، والأسعارُ أغلاها رخيص

أتأمّلُ ما جرى
أرى الأيامَ أفواجًا
تبدو منظومةً من بعيد
يستعرضُها الحاضرُ كالفرقِ العسكرية
أُنعِمُ النظرَ، أرى الفوضى وهي تقترب
وألمحُ التزويرَ والكذبَ
تدركهما في مشهد الماضي بيسر لأنهما يملآن الحاضرَ
الكذب في الراهن جارٍ، فما بالك بالكذب عمّا جرى
ها هي الأيام تدنو لا تبالي كأنها تعرفُ سلفًا ما سترى
تتقاطرُ مُنهَكَة
مثلَ فلولِ جيشٍ عائدٍ من معركة
فأيّها أنتقي، وأيها أتقي،
أيها أقصّ عليك
وأيّها أتركُ للحبر يُحْيي ويهْلِكُ في الورق؟

عزمي بشارة

339
مشاهدات
0
تعليق

ابلاغ Report

جاري التحميل