مشاركة فيديوهات ومقالات بالعربية

نص مختار من كتاب تأملات سابقة الذي كتبه عزمي بشارة عام 2010

0.00 - (0 تقييمات)
نشرت
268
مشاهدات
0
تعليق

ابلاغ Report

نص مختار من كتاب تأملات سابقة الذي كتبه عزمي بشارة عام 2010
نص مختار من كتاب تأملات سابقة الذي كتبه عزمي بشارة عام 2010 ولم ينشره بعد

لم أسمع سؤالك

هذا الصباحَ حضنتُكَ شاردَ الذهنِ
كان الفراغ مدويًا
لم أسمعْ سؤالَك قبلَ أن تمضي
اعتراني الشرود لوهلةٍ فاحتبس الزمانُ بين اللحظتين
أتعرف تحديقَ المسنّ في اللاشيء
أنجو منه منتفضا أبحثُ عن هواء كالغريق
وأحضرُ منه مبتسمًا إذا أيقظتني
خالي الوفاضِ إلا من خيالٍ شاحبٍ
متنبّهًا للهمس للنسمات أمتثلُ
يليق بي هذا الفواتُ، جديرٌ أنتَ بالسَبْق

كان الصباح مسالما خلوًا من الكلمات
الضوء يملأُ ذاتَه ويفيضُ من كل النوافذ
والهدوء يرتّبُ الأشياء
والقبلة تراود نفسها عن نفسِها
وتثوي في عناقِ اللحظة
والسعادة تغوي السعادة أن تستقرَّ

هل يحسَبُ العصرُ الحنانَ تطفُّلًا؟
لا أكترث، فالحب لا يتطفلُّ
الحبّ لا يستأذنُ
ليس فضولا أن تتبعك عيناي
فوجودُك لا يكاد يُصدَّقُ
والعاشق لا يمتّع ناظريه بل يتأكّد
أما أنا فأبحثُ عن مستقر لجفوني

اعتكاف

أين وجهُ الحزنِ في هذا الخفوتِ؟
ربما يقْبَل كلُّ شيءٍ ذاتَه في السَّكينة
أو يُطَمْئِنُ بعضَه
ألا يشي بالحزن هدوءُ البحيرات؟
لا يهدُرُ الموجُ في جنباتِها
لا صخبَ على الشطآن
صدى الموجاتِ وشوشةٌ
شجنٌ همسُ الموجِ الصغيرِ للشجرِ
حين يداعبُ شَعرَه المغمورَ بالماء

ذهابُك المبتورُ حيّرني خلَّف حزنًا في مخيّلتي
أو عتابا، لست أدري
هل قلتَ شيئا قبل أن تمضي؟

عاد السؤال مرفرفا

لم أسمعْ سؤالَك عن صمتِ الحديقةِ
وبُكمِ شجرةِ الليمونِ في السنَةِ الأخيرة
وعن خُلوِّ الحيِّ منَ شدو الطيور
رفرفَ من حولي السؤالُ
قد حلَّق عائدًا من ذهابِك
لن أجيبَك ردًّا عليه
سوف أنزلُ عن صدري الإجابةَ
دعها حيث تسقطُ، لا تحاول رفعَها
عودُك الغضُّ ينوءُ بوزرِها
لا أحتمل تحميلَه الأسبابَ
كيف للتلقين أن يرجو ثوابا ؟
ربما حثّوك في دروس الدين أن تخشى عقابا
لا تكترث!
ليس العقابُ سوى فراق،
والزمن لا بد أن يعني ذهابا
لا تلتفت!
جزاؤنا أن نودِع الذاتَ في الأشياءِ وأن نودّع الأشياءَ
قدرٌ أنّا ذات يوم سوف نفارقُ الأحبابَ
أعرف كلَّ هذا، وأعرف غيرَه
وأعاني من الضروراتِ الرُّهابَ
أعرف أن الأمرُ آتٍ لا محالة،
وأحاول النسيان

الحبُّ أن لا نعرف الحتمية، أن نجهل الأسباب والسببيّة
الحبُّ سخريةٌ من السنن الطبيعية
الحب أن نتجاهل الأقدار، أن لا نقرأ المكتوبَ
الحب في شؤون الكون حريّة
الحبُّ أن لا ندركَ الآجالَ، أن نلغي المسافة، أن نشتاقَ أن نبقى
الحب في شؤون الموت أميّة
268
مشاهدات
0
تعليق

ابلاغ Report

جاري التحميل