قطار عدي راح وتركني ! عطاالله منصور
عدي خليفه فنان جميل وانسان رائع اعرفه واحبه واعرف والديه واخوته منذ عقود طويلة واسعد في كل لقاء يتم بيننا، ومن هنا لم يكن معقولا بأن ابقى في البيت عندما قام عدي بعرضه الشهير "احذر ستندب من الضحك".
قرر عدي ان يحترف الفن منذ سنوات وقد حضرت اول مسرحيه قدمها وتحمست له واسمعته اطراء يستحقه، وحضرت العرض التالي واسمعت عدى رأيا صادقا حذرته من تراجع واعادة (وعلك حكي) وتكرار لا ضرورة له فرض على نصوص عرضه الثاني علامات الضعف. ومما قلته له يومها :بدأت طريقك من القمة وفي المحاولة الثانية خدعك النجاح فلم يكن النص جديدا.
يوم الجمعة الماضية كان "عدي خليفه شو" وهو بعكس سابقية عرض "سولو". عدي كان فيه وحيدا وغريبا. وقبل ان يبدأ العرض فهمت ان عدي تغير وأخشى ان عدي الواعد لن يعود عدي الجميل الذي عرفت - ولا ذنب له في ذلك.
مئات الحضور( والذي لم يتم لي حضورحفل بهذا الحجم) وحماسهم سرقه مني، ومن هنا فأن قطار عدي اطلق صفارته وخرج من محطة القطار وتركني لوحدي. كل كلمة رددها عدي اثارت العشاق وبعض ما فهمت من اقواله لم يرق لي ولم اتمناه من عدي ولعدي.
قال لي صديق شاب نسبيا: لا يحق لك لوم عدي الذي لا ينتمي لجيل اصغر اولادك وتنتمي لجيل اجداده !
قلت هذا صحيح ولكنني لا انتمي لجيل يوسف وهبي ولا لجيل شكسبير!
قال: لا تظلم الشباب والدنيا تغيرت!
قلت: ابناء جيله سعدوا وضحكوا معه!
قال: قدم له التهاني!
قلت : كل امنيات السعادة لعدي وابناء جيله، وامنيتي لهم ان يكون طموحهم في المستقبل يتطلع الى تقديم فن جميل لأطفال لم تلدهم امهاتهم بعد، ولكافة الاجيال والاعمار والمشارب.