اعضاء الكنيست العرب وعدد الأصوات التي حصلوا عليها في بلداتهم - عطاالله منصور
قارب عدد العرب ممن وصلوا مقاعد الكنيست خلال دورات هذه المؤسسة الاسرائيلية ال- 19 لقرابة الى الستين عضوا بينهم ثلاثة سيدات (حسنيه جباره -ميرتس- الكنيست ال-15، ناديا الحلو - العمل- الكنيست ال-17، وحنين الزعبي -التجمع -الكنيست ال-18 وال-19). وقد مثّل العرب في دورة الكنيست الاولى ثلاثه انتقلوا جميعا الى رحمة الله : توفيق طوبي ، سيف الدين الزعبي وامين سليم جرجورة) وسيمثل العرب في الدورة القادمة 12 عضوا هم بالترتيب (حسب الاقدمية) محمد بركه الذي بدأ مسيرته البرلمانية منذ الكنيست ال-15 ويرافقه طيلة الوقت على مقاعد البرلمان احمد الطيبي الذي وصلها لاول مرة على قائمة الجبهة , و"تحالف "بعدها مع " التجمع" واستقر منذ الدورة اللاحقة مع الحزب الديموقراطي العربي والحركة الاسلامية في صفوف القائمة " العربية الموّحدة".
وبقية الاحياء من اعضاء الكنيست العرب وصلوها لعدة دورات او لدورة يتيمة. واقصد من وراء هذه الحلقات التي اكتبها حول موضوع المشاركة العربية في العملية البرلمانية في اسرائيل هو متابعة الدور الذي يشغله اعضاء المكنيست العرب في مجتمعهم بفضل ( او بعد) انتخابهم لتمثيل العرب في البرلمان الاسرائيلي. ولا اقصد هنا الاشارة الى ما يقوله هؤلاء السادة في جلسات الكنيست العلنية ولا اقصد البته القيام بعملية الندب التقليدية على حظنا العاثر حين نتابع خطابات من يمثلوننا رسميا ، رضينا بهم ام ابينا. واؤكد للقراء بأنني لا اأنوي ممارسة النقد العقيم انتقاما ممن لا اتفق معهم ويكفي ان اشير الى البديهية التي تفرض على ممثلينا -وهم اقلية مظلومة مثلنا وايتام على موائد اللئام مثل من انتخبوهم .ولكنني اعيب على الكسالى منهم ممن لا يستغلون مواقعهم ومكانتهم الاجتماعية - بعد جلسات الكنيست!!- لتجنيد اصحاب النفوذ والامكانيات لصالح ناخبيهم.
ولنأخذ مثلا ً بارزا على النشاط الذي أطالب به اعضاء الكنيست العرب :
احمد كامل طيبي هو اكثر اعضاء الكنيست العرب ظهوراً في وسائل الاعلام لكسب الشهرة ودفاعا عن مواقفه ( ولكي لا يشك احد بما اقوله من " المديح" لهذا الانسان فانني لم اوجه اليه تحية عابرة في الطريق ولم اسأله سؤالا منذ عقود من الزمن - ولا انوي ان اعود عن موقفي هذا- لاسبابي الخاصة) ولكن هذا لا يقف عائقا امامي يمنعني من الافصاح عن قناعتي حول ما اراه واسمعه عن نشاطه !
وفي الايام الاخيرة جاءت مراجعتي لنتائج الانتخابات لتؤكد لي حقيقة مكانة هذا الرجل في الطيبة ( هذه البلدة الحزينة التي اسمع عنها الكثير مما يثير ألمي ) والتي اعترف بها غالبية الناخبين بفضل احمد الطيبي ومنحوه ثلثي الاصوات ( وقيل بان ذلك جاء مكافأة له على تجنيد الاموال لانشاء ملاعب كرة القدم في بلدته بعد ان فعل مثلها قبل ذلك في سخنين حيث التقى الطيبي مع المرشح المحلي مسعود غنايم فكانت سخنين في الصف الاول من حيث نسبة التصويت التي زادت عن 76% وكانت القائمة العربي الموّحدة القائمة الاولى من حيث الاصوات التي فاقت ال-51%).
ومن الناحية الثانية يستطيع المرء التأكد بوضوح من فشل غالب مجادله ,المرشح العربي الاول والوحيد في قائمة حزب " العمل" والذي حصل في بلده باقة الغربية حيث كان المرشح الوحيد على المكان الثالث - بعد " العربية الموّحدة" و"التجمع الديقراطي الوطني". ولا استغرب قيام من سيدّعي بانني أظلم غالب مجادلة فحزب " العمل" ليس حزبا عربيا وهذا ادعاء محق. ولكن مرشحا في بلدة مجاورة لصالح حزبه اليهودي " ميرتس" حصل في كفر قاسم على 35% من الاصوات رغم كون خصمه المنافس الشيخ ابراهيم صرصور- ابن حمولة محترمة وعديدة الافراد . وغالب مجادله كان يجلس على مقعد الكنيست للمرة الثالثة - اي انه كان يستطيع خلال فترة طويلة كسب الناس بخدمتهم وباخلاص لرفع اسهمه.
وما دمنا في مجال البحث في الدعم المحلي للمرشح من ابناء بلد ه يجب عليّ ان أشير بأن أهم مؤشر واضح المعالم لنجاح المرشح البرلماني هو نسبة المصوّتين له بين اهل بلده وعشيرته. وابرز الامثلة على ما اقول هو ارتفاع نسبة التأييد للتجمع في الناصرة وقرى المرج ( التي يسمونها في الناصرة : قرى الزعبيّة) وذلك بفضل حنين الزعبي التي نجحت في اكتساب اصوات عديده من ابناء حمولتها الكبيرة بفضل اسمها ونشاطها الذي اثار عاصفة عنصرية ضدها.
ومن ابرز النجاحات ما حققه الدكتور عفو اغبارية في مدينة ام الفحم فبعد قيادة حملة الانتخابات لصالح قائمته في بلدته حصلت الجبهة على 57% من الاصوات. ومثله فعل الدكتور جمال زحالقه في كفر قرع وحصد 67% من اصوات الناخبين والدكتور حنا سويد فحصل على اكثر من 74% في عيلبون اما في شفاعمرو كان على محمد بركه الاكتفاء ب-12% فقط من اصوات شفاعمرو ( بعد خمسة دورات في الكنيست). ولكن الناصرة وضواحيها لم تصوّت لصالح " ابن بلد" بل للتنظيم الحزبي. نتائج الانتخابات في الناصرة قدمت للجبهة اكثر من 49% وفي ويافة الناصرة 38% والناصرة " عيليت" حصدت الجبهة اكثر من ثلثي اصوات العرب - 1984 صوتا ( واكتفى " التجمع" ب- 747 صوتا ، " و"العربية الموّحده" ب- 127 صوتا).
والأهم من كل ما قلته سابقا هو ان الاحزاب "العربية" الثلاث حصلت على 10% من اصوات الناخبين وكان قوتهم قرابة ضعف هذا العدد، ولكن المرء لا يستطيع ان يحكم على الكسل ودوافع اهمال نسبة عالية من اصحاب حق الاقتراع . ولا شك عندي في ان نشاط اعضاء الكنيست العرب يساهم في زيادة الاهمال ونشاطهم يرفع منسوب الاهتمام بالمنافسة على مقاعد الكنيست!.