مشاركة فيديوهات ومقالات بالعربية

التربية الجنسية كيف ومتى ؟

4.50 - (2 تقييمات)
نشرت
1202
مشاهدات
0
تعليق

ابلاغ Report

التربية الجنسية كيف ومتى  ؟

تثبت الدراسات والأبحاث الحديثة أن 80 بالمائة من حالات الطلاق في العقد الأخير ,سببها انعدام المعرفة إن لم نقل جهل الزوجين بالحياة الجنسية.


ومن هذا المنطلق نرى أن علماء النفس اهتموا بالتربية الجنسية كمفهوم بحاجة للكثير من التوضيح والتذويت والغاية من وراء هذا هي تربية نشء يتعلم ليعرف كيف يتحكم في غرائزه ويفهم حقيقة هذه الرغبات وكيف يتعامل معها ويوجهها حتى لا تميل نفسه لنزاعات شاذة أو مضرة.

الثقافة الجنسية ليست عيبا كما يعتقد الكثيرون , لان جهلها من شانه أن يسبب مشاكل كبيرة, وهي بالتالي مفيدة جدا للطرفين لان عدم فهم طبيعة الرجل للمرأة والعكس قد يودي في اغلب الأحيان إلى فشل العلاقة.


ماذا نعني بالتربية (أو الثقافة) الجنسية? 
 

التربية الجنسية لا تعني في الحقيقة تعليم الجنس بل المقصود توجيه كلا الجنسين من منظور أخلاقي ونفسي نحو عدم إستخدامها كذريعة للتنفيس عن المشاعر والأحاسيس وكذلك خشية من الوقوع في كثير من الحالات النفسية والامراض الجسدية وإذا اتخذنا هذا المسار فإننا نحاول أن نقف كثيرا على ما يشاهده الشباب والأبناء على الفضائيات المختلفة, حيث تحولت المشاعر إلى مشاهد جنسية وإباحية يريد الشاب أن يطبقها على ارض الواقع بدعوى الحب! ومن اكبر مخلفات وسلبيات هذه المشاهدة انك أصبحت ترى أثرها في بعض السلوكيات الغريبة والشاذة أمام ناظريك دون أي خجل وحياء.
 

ويرى علماء التربية أن التربية الجنسية لا بد من أن تبدأ من البيت, فالوالدان معنيان بهذا الأمر بشكل كبير حيث لا يجب تجاهل أسئلة الأبناء وإنما الرد عليها بطريقة تلائم أعمارهم بشكل مبسط ومفهوم, وكذلك أيضا لا يجب أن يشعر الأهل بالارتباك والحرج ، وإلحاح الصغار على الأجوبة, وعليهم فهم انه لو لم يجد الشاب آو الفتاة المعلومات المطلوبة في مجتمعه وثقافته وحضارته لفقد ثقته بها واتجه نحو ثقافات أخرى "تحترمه وتحترم احتياجاته ومتطلباته" وقد يذهب البعض منا إلى الاعتقاد بأن فتح باب الثقافة الجنسية قد يشجع أو يثير الشباب نحو الجنس أكثر مما يزيد ثقافتهم, لكن برأيي إن المعرفة بمخاطر الشيء لا يمكن أن تحرض على حدوثه في كل الأحوال, فدراسة المخدرات مثلا لا تعني أبدا التحريض على تعاطيها وإدمانها. 
 

ومن أهم الأمور التي يجب إتباعها في حال الإجابة على أسئلة المتعلقة بهذا الموضوع ينصح الأخصائيون ما يلي:
1. عدم تأجيل الإجابة حتى لا يفقد السائل ثقته فيمن يسال وحتى لا يشعر أنها من المحرمات فيكبتها

2.أن تكون المعلومات كاملة علميا (فسيولوجيا) وكذلك أخلاقيا

3.أن تكون مستمرة، وهنا نرى أن هناك خطأ يرتكب ألا وهو الاعتقاد بان التربية الجنسية هي عبارة عن معلومات تعطى مرة واحدة أو دفعة واحدة. وهكذا ينتهي الأمر وهذا إنما يشير إلى رغبة الوالدين أو المرشد المربي في الانتهاء من واجبه "المزعج" بأسرع وقت، لكن الأمر ليس كذلك، إذ يجب إعطاء المعلومات على دفعات "ووجبات" وبأشكال متعددة وهذا ممكن فعله مرة عن طريق شريط فيديو توضيحي مثلا أو كتاب أو درس في النادي أو المدرسة، كي تترسخ في ذهن السائل وطالب المعرفة تدريجياً ويتم استيعابها وإدراكها بما يواكب نمو عقله ودرجة استيعابه.
 

بحسب رأي المختصين إن هذه الثقافة والتربية الجنسية عند الفتاة، تبدأ من سن 7 سنوات حيث لا بد أن تدرك الفتاة أن جسدها شيء خاص وغالٍ ولا يجب أن تفرط به، ودور الأم هنا مهم جداَ وهو إرشاد وتنبيه ابنتها إلى التغيرات والتحولات التي يمكن أن تطرأ على جسدها وخاصة الحيض وفترته، وكيف الاعتناء بنفسها أثناءه (وإذا تعذر الأمر على الأم لسبب ما، فعليها الاستعانة بالخبير والمختص مثل الطبيب الشخصي، مرشدة المدرسة، ممرضة المدرسة) كما لا يمكن أن تخفي الأم عن ابنتها أي معلومة حتى لا تبحث عنها بعيدا وبالتالي تتلقاها بطريقة خاطئة أو ناقصة ومحرفة، وكل هذا من اجل تهيئة منظمة لها لفترة نضوجها مستقبلاً وما يجب عليها معرفته لتستطيع أن ترعى نفسها وجسدها وشخصيتها أيضاً على أتم وجه.
 

أما بالنسبة للابن فان هذه المرحلة تبدأ في سن العاشرة وهنا لا بد من إعلام الابن كذلك بكل التحولات التي يمكن أن تطرأ على جسده وتنبيهه هو أيضاً إلى خصوصية هذا الجسد ومساعدته على زيادة وعيه وإدراكه بهذا المجال.
الحديث في هذه الأمور يشجع الأبناء على التحدث عن أي تصرفات شاذة يمكن أن يتصرف بها أولاد آخرون وعدم كبتها خوفاً من نظرة الآخرين لأنه في الأساس قد تم توعيته بإمكانية حدوثها، كما لا بد أن يفهم المراهق/ة أن هناك أموراً قد يشعر بها لا تعتبر عيباً إنما هي جزء من نمو جسده/ها ورجولته/ أنوثتها، وكل هذا يجب أن يتم في إطار حوار مستمر، هادئ وحميم مع إختيار ألاوقات والعبارات المناسبة. أما في المدرسة فلا بد أن يكون هناك منهج علمي خاص يهيئ حواراً مناسباً لأعمار الطلاب، يجيب على أسئلة الشباب واستفسارهم ويتقبل ما يمكن أن يرد في عقولهم من استفسارات تكونت نتيجة ما يرونه في عالم اليوم يومياً على شاشات الفضائيات أو الانترنت. هذا المنهج يمكن تسميته بمهارات الحياة، ونجاح منهج كهذا يعتمد على توعية مسبقة للمعلمين والمرشدين للتجاوب مع نمو المراهقين وعدم إتخاذ وإستعمال أسلوب الغلظة لتشجيع كبت مشاعرهم. 

 

يظل هناك أمر هام وهو إرشاد وتعليم كلا الطرفين فتاة أم شاب معنى الحرية في التعامل مع الطرف الأخر وإنها مسئولية يعني الحفاظ عليها أن يكتسب كلاهما سلوكاً أخلاقياً راقياً في النظر للطرف الأخر أي أن لا ينظر إليه مجرد أداة للاستمتاع بل نعمة طبيعية لتعرفنا طرق التفاعل معها دون شذوذ عن النظرة السليمة التي لا تقبل أن تنمو كالبهائم تمارس ما تريده في أي وقت وأي مكان. 
 

د. ايلي سليمان منصورالجش

1202
مشاهدات
0
تعليق

ابلاغ Report

جاري التحميل