اللهم أسالك أن تحول بلادنا إلى بلاد الكفر بقلم / أفضل وليم

لم تخلو صحيفة عربية من أن تكتب عن أمريكا أو أي دولة أوربية مصطلح بلاد الكفر، وعشرات المرات يطل علينا بعض الحافظين غير الفاهمين والذي صنع منهم الإعلام أبطال وعلماء وهم يقولون هذا المصطلح حتى الأطفال تردده وهم لم يفهموا معناه .

وحقيقية الأمر الذي دفعني أن أكتب هذا المقال عدة أمور سوف أستعرضها معك عزيزي القارىء

من خلال خبرتي القليلة والتي جمعتها في سنواتي الماضية قادني الرب أن أزور بعض الدول منها العربية والبعض الأسيوية وآخرى أوربية، فزرت لبنان وسوريا والأردن والعراق، وتركيا، وقبرص، وكوريا الجنوبية، وفنلندا، وبلجيكا وهولندا وجمهورية التشيك وسولوفكيا، والصين وغيرهم

ولو قسمنا تلك الدول نجدها كالاتي

دول عربية متدينة

دول اسيوية بعضهم ملحدين

دول غربية علمانيين وديمقراطيين .

ودعني عزيزي القارىء أقدم لك عدة نماذج مختلفة وأترك لك التعليق والحكم

في أحدي زيارتي لكوريا الجنوبية كنت أنا وزوجتي، وكان مطلوب مني ختم بعض الأوراق الرسمية من مكتب الخارجية الكورية بكوريا وكان مدير المكتب رجل " بوذي" من أتباع بوذا "استغفر الله العظيم، J عندما دخلت لمكتبه وهو المدير العام وعرف أنني غريب أدخلنا إلى مكتبه وغاب عنا برهة العشر دقائق ليعود لنا يحمل صينية وعليها كأسين من القهوة لنا ويقول لنا بكل أحترام تفضلوا اهلا وسهلا بكم .

إنه بوذي... هذا نموذج من بلاد الالحاد

النموذج الثاني من بلاد الكفر

بامريكا،

حيث وصلت من اقل من اسبوعين وقمت بتأجير شقة واتصلت بشركة الإنترنت لكي تأتي لتقديم الانترنت بشقتي الجديدة، واتصل بي أحد الموظفين في اليوم المحدد وقال لي مستر أفضل سوف أكون عندك في 20 دقيقة هل تسمح لي بذلك أجبته نعم وحقاً في 20 دقيقة جاء في الميعاد، وقام  بعمله وأعطاني رقم الشركة وقال لي مستر أفضل يمكنك الإتصال بنا في أي وقت وهو يقول لي هذا ومازال بفكري هل هذا الموظف بيشرب شاي أقصد أنه لا يمكن أن تحصل على أي مصلحة ببلدك غير ويقولك فين الشاي بتاعي J وبسرعة دخلت الغرفة لأقول لزوجتي هل أعطيه شاي قالت لي زوجتي مبتسمة  أنت مش ببلدك حاليا لما ترجع جهز الشاي.

وبعد هذه الأمثلة وعندي الكثير والكثير دعيت الله من كل قلبي وقلت ياااااااااااااااااااااارب اللهم أسالك أن تحول بلادنا إلى بلاد الكفر

ولا أقصد الإبتعاد عن الدين والله، لكن ليغير ديننا قلوبنا وسلوكنا وتصرفاتنا .

فالموظف يقوم بعمله بكل تفان وإخلاص

والطبيب يعالج مرضاه بحب ورضاء

ويا أسفاه أعرف تسألني وتقول لماذا تقول يا اسفاه أقول لك دعني اسرد لك هذه القصة المأساوية

وستقول معي يا اسفاه، "

بينما كانت درجة الحرارة ببكين عاصمة الصين تتراوح 10 تحت الصفر وكنت موجود هناك لعدة ساعات في مطارها، من كل الجنسيات والدول وفرح قلبي وتهلل عندما وجدت شخص عربي يجلس ينتظر موعد طيارته للرجوع إلى بلده وعرفت منه أنه ليبي واقتربت إليه وأنا اعبر له عن سعادتي بمقابلته في دولة صعب أن تجد أثنين يتحدثون اللغة العربية، وبدانا في الحديث وقدمت له بعض المشروبات وعزمت عليه بالأكل وقدمت له علبة البيبسي الخاصة بي وبدأ يفتحها ويشرب منها وفي منتصف الحديث سألني سؤالاً قائلا" أنت مسيحي؟ قلت له مبتسماً نعم وقد كانت ابتسامتي دليلاً على ما موقع سؤالك هذا بالحديث الذي يدور معنا، وفجاءة تغيرت ملامح وجهه وأخذ علبة البيبسي بيده، وشنطه وقررا أن يتركني ووقف خارج باب المطار في درجة حرارة 10 تحت الصفر من أن يكون بجوار مسيحي كافر، ويا أسفاه .

فالمدير البوذي لما يسألنا عن ديني؟

والموظف الأمريكي لم يعاملني على لون بشرتي القمحاوية؟

متى تتغير مجتمعاتنا إلى الأفضل؟

ومتى نتعلم من الآخرين ما هو أفضل؟

ومتى نأخذ من المتقدمين ما يؤولنا إلى حياة أفضل