مشاركة فيديوهات ومقالات بالعربية

نصف الحقيقة - تعيين مطران على أبرشية حيفا للموارنة - د. ايلي منصور - الجش

3.00 - (4 تقييمات)
نشرت
2178
مشاهدات
1
تعليق

ابلاغ Report

نصف الحقيقة - تعيين مطران على أبرشية حيفا للموارنة - د. ايلي منصور - الجش

تم مؤخرا تعيين المطران  موسى الحاج مطرانا على أبرشية حيفا للموارنة  ونائبا بطريركريا في القدس والأردن والمناطق الفلسطينية، خلفًا   للمطران بولس الصياح الذي تم نقله الى لبنان وتعيينه أسقفا معاونا لبطريرك الموارنة الجديد  بشارة الراعي.

 

المطران الحاج راهب أنطوني  ولد في عينطورة المتن ( لبنان) في    عام 1954 ، دخل الرهبنة المارونية ودرس الفلسفة  واللاهوت  في روما، سيِم كاهنا عام 1980.
يبلغ عدد الموارنة في بلادنا ما يقارب سبعة آلاف نسمة يقطن معظمهم في قرية الجش (وبضمنهم مهجري  قرية كفر برعم) وفي حيفا والناصرة وعكا وعسفيا  والمكر .
أما عدد رجال الدين  الموارنة  فلا يزيد على العشرة كهنة  جميعهم  ما عدا  كاهنا واحدا  من اصول  برعمية  يخدمون رعاياهم في القرى والمدن المذكورة اعلاه.

 

إن ابرشية حيفا للموارنة جديدة العهد ،فقد تم استحداثها في  سنة    1996 وحتى هذا العام كان موارنة البلاد "يرزحون تحت حكم "  ما يسمى أبرشية  صور والاراضي المقدسة المارونية، وكان مقر مطران هذه الابرشية في مدينة صور اللبنانية ، ومن هناك  كان المطران يتابع عن بعد قضايا رعاياه في بلادنا دون معرفة جيدة ومباشرة  في أمور ومشاكل هذه الرعايا الدينية منها والدنيوية. وكان مطران صور يزور بلادنا مرة واحدة في السنة او في السنتين ( وفي بعض الاحيان كانت اخباره تنقطع لعدة اعوام ) وذلك حسب الاوضاع السياسية والامنية التي كانت تسود  اسرائيل ولبنان، وكانت هذه  الزيارات عبارة عن رفع عتب وحفلات ومآدب وإستقبالات ووداع دون الخوض الجدي والعميق في أمور ومصالح الكنيسة المارونية في بلادنا . وهكذا كان مطارنة صور يعتبرون القسم الجنوبي من أبرشيتهم (اي بلادنا ) مخلوقا ناقصا يتعاملون معه بإستعلاء  وبكبرياء لبناني  مشهود , والعلاقة بين الطرفين كانت دائما غير متوازنة  وغير ديموقراطية ،  تسيطر عليها( كالعادة داخل المؤسسات الدينية ) الامور المادية فقط ، وهمّ المطران الوحيد كان جباية ما يسمى "العشر" من الرعايا وبغض النظر عن اوضاعها  المادية المزرية. حيث من المفروض والمنطقي ان يساعد المطران رعاياه معنويا وماديا  وليس العكس  لان كنيسة الموارنة في بلادنا عاشت دائما وما زالت تعيش أوضاعا مادية صعبة، وتعتبر من أفقر الكنائس من حيث الممتلكات والأوقاف.

 

من ناحية اخرى إنقطاع الصلة والعلاقة المباشرة  بين مطارنة صور وكهنة بلادنا الموارنة جعلت من كل واحد فيهم "مطرانا" على رعيته يفعل ما يشاء ويغنّي على موّاله دون حسيب او رقيب .واستمرّ هذا الوضع  لفترة طويلة من الزمن "اعتاد" فيها الكهنة على "الاستقلالية" والتي سنرى  نتائجها  في وقت لاحق.

 

وإستمرت الامور على هذا النحو حتى سنة   1996حيث كما ذكرنا سابقا تم استحداث ما يسمى ابرشية حيفا والاراضي المقدسة المارونية   من قبل البطريركية المارونية في لبنان وكان أول مطران لهذه الابرشية اللبناني بولس الصياح. وكانت مدينة  حيفا مكان إقامته والقدس وعمان كنيابة  بطريركية.
لكن وبالرغم من كل النوايا الحسنة التي أظهرها سيادة المطران الصياح على مدار خدمته في ابرشية حيفا وبالرغم من كل اجتهاداته الحثيثه لتحريك الامور ، بإستطاعتنا القول وللاسف الشديد أنه وفي كل الفترة التى قضاها في هذه الابرشية لم يستطع تحريك او فعل اي عمل يذكر داخل رعاياه وداخل الكنيسة المارونية في هذه البلاد والسبب يعود الى عدة عوامل والتي سأذكر هنا البعض منها.

 

العامل الاول  :  كون المطران الصياح لبناني الجنسية . وهذا بنظري أهم العوامل في هذا السياق ,فسيادته يحمل ثقافة وعقلية وكذلك نظرة شاملة للامور تختلف كليا ولا تتوافق أبدا مع تطلعاتنا ونظرتنا للامور نحن  أبناء  وسكان هذه البلاد ,وهذا من جميع النواحي ,الاجتماعية والاقتصادية وحتى السياسية منها ,وموقفنا من كل هذه الامور نعيه وندركه فقط نحن ,وليس بإستطاعة اي انسان اخر من الخارج تذويته حتى ولو كان مطرانا .هذا مع العلم بان المطران الصياح يحمل عقلية إنفتاحية وأراء ليبيرالية, وإحترام للرأي الاخر ,لكنه وللاسف الشديد لم يستطع خلال كل الاعوام الذي خدم فيها ابرشية حيفا ان يدخل الى أعماق الامور وأعماق عقلية أبناء الرعايا عامة والكهنة خاصة ,فقد لاحظنا دائما وجود جدار وحد فاصل بينه وبين كهنته الاجلاء ,وسلم اولوياته كان يختلف دائما عن سلم اولويات  كل كاهن من حوله.

 

العامل الاخر والذي لا يقل اهمية عن سابقه هو "الاستقلالية  " المطلقة الذي  تمتع بها الكهنة في فترة ابرشية صور حيث كان كل كاهن يفعل ما يشاء وما يحلو له دون حسيب او رقيب .وكانت سنوات طويلة من" الحكم الذاتي" فلا  من مطران يسال او مسئول  يحاسب , وهكذا "تعود" الكهنة على العمل بصورة فردية يفعلون ما يرغبون دون استشارة اوأخد رأي  أي شخص أخر .لذلك  نرى إن هذا الامر وسلوك كهذا القى بظلاله على نوعية العلاقة والتعامل مع المطران الصياح منذ تعينه على كرسي أبرشية حيفا الى حين نهاية فترة خدمته,ففي كل هذه الفترة الطويلة لم يستطع أن يقوم بمهامه كمطران وذلك كله بسبب عدم تعاون الكهنة معه ودعمه والوقوف بجانبه ,وحتى أن وصل الامر في بعض الاحيان لوضع العصيان على المطران في بعض الرعايا.

 

ولنرجع الى تعيين المطران الجديد ,فعند نقل المطران السابق بولس الصياح الى لبنان قام سينودس المطارنة الموارنة بترشيح بعض الكهنة  لاختيار احدهم لمنصب مطران على أبرشية حيفا وكان  من ضمن المرشحين  أحد كهنة الموارنة إبن هذه البلاد, لكن القسم  الاكبر من "اخوته" الكهنة عارض وحارب  بشدة (لاسباب لا مجال لخوضها هنا الان) تعيينه مطرانا  بدعم من بعض العلمانيين أصحاب المصالح الشخصية الضيقة.  

 

وطالب هذا القسم من الكهنة بتعيين مطران اخر عليهم يكون "مستوردا " ولم  يستطيعوا الاتفاق بينهم على إختيار واحد منهم ليجلس على كرسي مطرانية حيفا. والبقية معروفة للجميع.
 أنا لن ادخل  ولن أتطرق هنا  الى  قدرات وطاقات  او ميزات المطران الجديد , لكني اتمنى له التوفيق  ولسنين عديدة يا سيد .

 

 الكهنة الافاضل :


سامحاكم الله لقد أضعتم فرصة تاريخية  ونادرة حين رفضتم وحاربتم تعيين مطران من بينكم إبن هذه البلاد المقدسة .فهنيئا لعينطورة المتن أما الجش وكفر برعم وحيفا وعكا فعليهم الانتظار عشرات أخرى من السنين للحصول على الانعتاق والتحرر من " الهيمنة الدينية اللبنانية "  .

 

رحم الله اجدادنا الذين قالوا "المي الغريبة ما بدير الطواحين"   . 

هذه  أخواني الحقيقة   بنصفها  ولندع القسم الثاني   للعقل وتفكير وضمير  كل قارئ, او لمرة لاحقة  اذا  أردتم.

الدكتور ايلي منصور-  الجش

2178
مشاهدات
1
تعليق

ابلاغ Report

جاري التحميل