مشاركة فيديوهات ومقالات بالعربية

امريكا تواجه ازمة ولكنها بعيدة عن حالة النزاع الاخير - عطاالله منصور

0.00 - (0 تقييمات)
نشرت
804
مشاهدات
2
تعليق

ابلاغ Report

امريكا تواجه ازمة ولكنها بعيدة عن حالة النزاع الاخير - عطاالله منصور

سألني قاريء نهم: يظهر انك تبالغ في تقديرك لمكانة الولايات المتحدة الاميركيه اكثر ما تستحق هذه الدولة العجوز!

قلت: عشت طيلة شبابي المبكر في ظل بريطانيا العظمى تلك الامبراطورية المترامية الاطراف والتي لم تكن الشمس تغرب عن اعلامها التي رفرفت طيلة ايام السنة كلها ولياليها فوق كافة القارات المأهولة بالسكان في حين ان هذه الامبراطورية  لم تحتل الصدارة بين دول العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية  (رغم انتصارها في تلك الحرب) لترثها  في زعامة دول العالم ابنتها البكر - الولايات المتحدة الاميركية - والتي تصدرت المعسكر الرأسمالي اللبرالي في مواجهة علنية مع المعسكر السوفياتي دامت منذ 1945 حتى 1990  اي ان عصر الامبراطورية الاميركية لم يمتد حتى الان الى اكثر من 65 عاما فقط.  ولكن نهاية مسيرة العالم بقيادة الولايات المتحدة على رأس  دول العالم ما زالت - رغم المصاعب والازمات - صامدة ولا يعلم نهايتها الا الله. وفي الايام الاخيرة  قرأت مقالا جديا لمدير اعرق المصارف الاوروبية يحذر فيه من خطر تسلط الاوهام على قراء الصحف ومشاهدي التلفزيون ويرون رجال الاعمال في وول ستريت (اسواق المال الاميركية) وهم يتراكضون للتخلص من سندات الدين الصادرة عن حكومة الولايات المتحدة او الاسهم لمختلف الشركات العملاقة في بلاد العام سام.

ان البورصة في العالم تعكس صورة معينة لمزاج المضاربين في البورصة وهذه الصورة يرسمها اصحاب المصالح المتضاربة - اي ان التوقعات التي تتحكم في السوق تعبر عن مشاعر اصحاب الاموال وحين تسود المخاوف تهبط قيمة الاسهم، وتسود المخاوف يوم تفقد الزعامة الوطنية في الولايات المتحدة (او اية دولة في العالم) ثقة رجال المال والاعمال. وقد فقد الرئيس براك اوباما كثيرا من ثقة المواطنين - ومن هنا بدأ رجال الاعمال في محاولة ارهابه. ومن هنا ينتظر الناس ان يعد اوباما الى محاولة كسب ثقة شعبه - خصوصا وانه اعلن عن نيته في الحفاظ على مكانته رئيسا للولايات المتحدة في جولة ثانيه من خلال خوض معركة الرئاسة للمرة الثانيه. واغلب اظن ان الولايات المتحدة ستسحب جيوشها من افغانستان والعراق (التي رماها فيها جورج بوش) وسيقوم اوباما برفع الضرائب المباشرة على اصحاب الدخل العالي وسيواجه خصومة الجمهوريين باثارة الفئات الفقيرة ضدهم وتعرية سياستهم التي حرمت الفقراء من خيرات وطنهم.

ورغم المشاكل الجمة التي تواجه الاقتصاد الاميركي فأن هذا الاقتصاد يمتلك قوة اقتصادية تلعب دورا رهيبا في العالم. يقول مدير بنك الفاتيكان ان مجموع  الانتاج القومي في الولايات المتحدة الاميركية يزيد مرة ونصف عن اجمال الناتج القومي العام لكافة دول القارة الاوروبية الغربية. وان الخطر الصيني ما زال بعيدا جدا عن احتلال مكانة زعامة العالم الاقتصادية لان أجمال ناتج الصين القومي لا يزيد عن ربع الانتاج  الاميركي العام، ولا يزيد الانتاج الصيني عن انتاج المانيا رغم ان عدد سكان الصين يبلغ قرابة 15 مرة اكثر من الالمان! واضاف رجل الاعمال هذا بأن الاقتصاد الصيني يواجه اخطار التضخم المالي وغلاء المواد الخام الذي يفرض على الصناعة  الصينية ان ترفع اسعارها مما سيعيق طاقة المنافسة التي ميزت انتاجها ومكنته من التنافس واكتساح الاسواق  والنمو السريع.

ومن هنا قلت لصديقي: علينا الاهتمام بمجريات الامور الموضوعية في الولايات المتحدة لأن هذه الدولة التي يبلغ عدد سكانها 300 مليون نسمة تنتج ما يقارب انتاج قارتي اوروبا والصين حيث يعيش قرابة 2000 مليون انسان او ثلث سكان الكرة الارضية !! 

Ettore Gotti Tedeschi
804
مشاهدات
2
تعليق

ابلاغ Report

جاري التحميل