عزمي بشارة ينعى جابي برامكي - نائب رئيس جامعة بيرزيت سابقا
0.00 - (0 تقييمات)
نشرت
رحيل جابي برامكي
عملت في جامعة بير زيت طيلة عقد بين العامين 1986-1996، كان خلالها د. جبابي برامكي مديرا فعليا للجامعة، مع العلم ان لقبه نائب رئيس الجامعة كان وفاء للدكتور حنا ناصر رئيس الجامعة الذي ابعدته سلطات الاحتلال، ثم عاد مع قيام السلطة الفلسطينية ونتمنى له طول العمر.
من عمل في الجامعة في تلك السنوات الصعبة والجميلة، سنوات الانتفاضة الأولى، يعرف كيف حافظت الإدارة والهيئة التدريسية على سير التعليم وعلى المستوى الأكاديمي في أعقد ظروف الإغلاق والحواجز وغيرها، ويعرف كيف يقدر هذا الجهد الصامت والرصين (والحازم في الوقت ذاته) في بناء مؤسسة أكاديمية مرموقة وصرحا وطنيا يعتبر تجمعا ثقافيا رئيسيا في ظل الاحتلال. وسوف يأتي وقت يمكننا التحدث فيه بالتفصيل عن تلك المرحلة الهامة.
كان هنالك طبعا من يقاوم الاحتلال، وكان هنالك من يبني بمثابرة وصمت مقومات الصمود والمقاومة والوجود، وجابي برامكي أحد بناة التعليم الجامعي الفسطيني، ففيما عدا إدارة جامعة بيرزيت كان أيضا رئيسا لمجلس التعليم العالي، الذي كان مهتما بالحصول على الاعتراف الأكاديمي والحياة الجامعية ويبحث عن تمويل للجامعات ولرواتب الأساتدة طيلة العام الدراسي (وبالطبع كان هنالك من يزايد في عنف موجه ذاتيا كما في نفسية الإنسان المقهور عن فانون). التقيته بعد ذلك عدة مرات إذ لم الق محاضرة أو ندوة إلا ورأيته وزوجته العزيزة هيفاء في مقدمة الحاضرين، وكان تحملهم المشقة يحرجني. وحتى حين اضطرتني الظروف ان التقي مع مؤسسة مواطن في رام الله عبر الفيديو كونفرنس كنت ألمحه في كل مرة، وعلمت أنه ينشط في الحملة العالمية للمقاطعة الاكاديمية ضد إسرائيل، وكان قد واظب على نهج مقاطعة الجامعات الاسرائيلية حين كان يدير الجامعة.
تحية لذكراه وتعازي للزملاء والزميلات في أسرة جامعة بيرزيت والى هيفاء والأهل جميعا.
عزمي بشارة