تقرير خاص: مؤتمر في بريطانيا عن الوجود المسيحي في الأراضي المقدسة - عطاللة منصور
خاص بموقع " يافطة"
شهد قصر لامبث في لندن اولى جلسات المؤتمر حول الوجود المسيحي في الارض المقدسة. افتتح الجلسة رئيس اساقفة الكنيسة الانجليزية وصاحب الدعوة الاول الدكتور روان وليامز بالترحيب بالضيوف خصوصا زميلة في رئاسة المؤتمر رئيس اساقفة انجلترا وويلز للكاثوليك فنسنت نيقولاس ومن حضروا من الارض المقدسة ودعا الحضور الى المصارحة الضرورية لمواجة خطر نزوج المسيجيين عن وطن الفادي، وقال ان الوجود المسيحي في الارض المقدسة يشكل ضرورية لكافة المؤمنين بالديانة المسيحية لأن العقيدة المسيحية ليست مجرد فكرة مجردة بل تعتمد سيرة السيد المسيح وحياته بيننا على هذه الارض. واشاد بزميله الكاثوليكي في هذه المبادرة مما اسبغ على المؤتمر صفة الرؤية المسيحية الشمولية.
وفي تحية رئيس الاساقفة نيقولاس المقتضبة وردت اشارة الى الثمار المباركة التي نتجت عن لقاء الدكتور روان وليامز مع البابا بنديكتوس ال-16 في لندن والفاتيكان واشاد بالروح المسكونية التي تسود بين كنيسة انجلترا والكاثوليكية وقال ان هذا المؤتمر هو اول ثمار هذا التقارب.
وكانت كلمة بطريرك القدس لطائفة اللاتين، فؤاد طوال، اطول الكلمات وبدأها بالاعراب عن امله بأن لا يتغلب النعاس على الحضور وقال لهم بأن المسيحين في الارض المقدسه يعيشون ظروفا مقلقة ففي اسماعهم تترد طيلة الوقت عبارات تشير الى الاحتلال والاغلاق والصواريخ والاعتقالات والاستطيان وضياع الارض وخسارة الحقوق. وأشار ان الارض المقدسة تسير عكس السير على الطريق المرجو وان هذه المسيرة نحو المزيد من الاستيطان على اراضي المناطق المحتلة تشكل تهديدا لرغبة العرب واليهود في انشاء دولتين لشعبين وتهدد الامل بالسلام والتعايش في المستقبل. ودعا البطريرك طوال الجميع الى عدم الاصرار على العدل المطلق لأن السلام يفرض على الجميع تنازلات تتعارض مع تتطلاعاتهم واكد بان لليهود تاريخا يستحق الاحترام ولكن للمسلمين ايضا وللمسيحيين حقوقا ومقدسات يجب ان تحترم من قبل الجميع. وقال البطريرك طوال ان الخطر الداهم يهدد القدس ومقدساتها المسيحية بأن تتحول الى "ديسنيلاند" بعد غياب المسيحيين عنها وهجرتهم الى بلاد يرتاحون فيها من اخطار الحرب. ودعا البطريرك طوال اتباع المسيحية في العالم الى زيارة الارض المقدسة وابناء الكنيسة في القدس ومختلف المناطق لنشر الثقة بينهم بأن لهم اخوة يتعاطفون معهم. وقال بأن الكنائس ورجال الدين يقدمون للمسيحيين وللمسلمين المعاهد الراقية للتعليم والخدمات الطبية والاجتماعيه وانهم يطمحون الى تقديم المزيد من الدعم للشعب.
وقام المطران ديواني بالدعوة لنبذ روح السلبية واعرب عن امله بأن "ربيع العرب" سيفرض نفسه بواسطة الشباب الطموح على كافة حكومات المنطقة، وبضمنها اسرائيل، لخلق اجواء ايجابية لصالح الشعوب. واشاد بالتعاون القائم بين مستشفى هداسا في القدس والمستشفى الانجيلي في نابلس وباللقاء الذي نظمته كنيسته في العام الماضي للمعاقين من مختلف الطوائف والنشاط الذي تبنته كنيسته خلال العقد الماضي وجمعت فيه الشباب من مختاف الفئات. وطالب المطران ديواني بأن تكون القدس مدينة مفتوحة لكافة المؤمنين بالله الخالق، رغم الفروق القائمة بين الاديان المختلفة، فالايمان بالله الواحد هو القاعدة التي توحد الجميع.
ومن المتوقع ان يسمع المؤتمر كلمات لضيوف من المسلمين واليهود في جلسات الحوار المتوقعة اليوم قبل الجلسة النهائية.