نهاية دولة اسرائيل !!!!!
5.00 - (1 تقييمات)
نشرت
#نهاية_دولة_إسرائيل ؟!
قررت قراءة الكتاب لأنه كُتب بعد السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ وصدر قبل شهرين ، أي أنه كُتب بسرعة تحت تأثير تلك الأحداث مما يعطي الشعور بعدم جدية الكتابة، ومنذ البداية كنت مقتنعا أن الكتاب ليس بحثا علميا "موضوعيا " وانما ردة فعل عاطفية نتيجة صدمة السابع من أكتوبر، وكنت قد قرأت سابقا الكثير من الأقوال والتواريخ التي يكتبها المنجمون العرب ، وأحيانا يضيفوا إليها بُعدًا دينيا ، ولم أعرها أي اهتمام من منطلق اعتمادي على آليات التحليل الماركسي في تحليل وقراءة الواقع الإسرائيلي الداخلي ، ناهيك أنه لا يمكن تحليل الأمر بدون اعتبار إسرائيل مشروعيا كولونياليا غربيا، وهو أكثر مشروع مربح للمنظومة الامبريالية ولذلك هي مستعدة لدفع الغالي من أجل الحفاظ عليه/ها، ومع هذا قررت قراءة الكتاب لأن الكاتب يهودي من إسرائيل ولأنه يطرح الأمر من ناحية البُعد النفسي .
يكتب الكاتب عوفر جروزبارد: "علم النفس بشكل عام، وعلم النفس بين الثقافات بشكل خاص في نظام التقييم الوطني لن يجعلنا أنبياء بل أكثر تواضعًا"
يدعي عوفر جروزبارد إن ما تم الكشف عنه في 7 أكتوبر ليس سوى ظاهرة إنكار أو كما يسميها " ظاهرة قمع مذهلة" - فقد قَمعت أمة بأكملها خطر الإبادة لمدة 30 عامًا تقريبًا، فقد أعلن "العدو" أنه يريد تدمير اسرائيل وألحق بها الأذى بطرق عديدة، لكن إنكار المنظومة كان أقوى من أي واقع، ومع ذلك، يتحمل صناع القرار مسؤولية إضافية، فلم يقتصر الأمر على أنهم لم يكونوا على دراية بأنفسهم وما لا يريدون رؤيته، بل ليس لديهم أيضًا أي فكرة عن كيفية تفكير "العدو" واسقطوا عليه طرق تفكيرهم "الحديثة" .
وبحسب رأي الكاتب ، فان " اعدائهم ينتمون الثقافة الجماعية التقليدية اللتي تعزز وتقدس النحن (وهو يلمح انها متخلفة ) بينما هم الاسرائيليون المتحضرون يعززون ويقدرون الأنا الساعي إلى الرفاهية والتطور والإنجاز .
لا يطرح الكاتب لماذا حدثت أحداث السابع من أكتوبر وكأن التاريخ ابتدأ من ذلك اليوم ، ولا يذكر أي شيئ عن شعب اسمه شعب فلسطين ولا حتى عن أي بشر أمامه ويذكرهم فقط بالأعداء فاسرائيل تواجه أعداء لا شعب تحت الاحتلال يناضل لأجل حريته .
من استنتاجاته لحل الصراع مع الأعداء ليس محاولة فهمهم بل يجب على إسرائيل أن تقضي عليهم لأن طريقة تفكيرهم لا تلائم تفكير الإسرائيلي ويؤكد أن اسرائيل في منتصف عملية ستؤدي إلى محرقة ثانية إذا بقي الاسرائيليون سلبيون، لكنهم لا يدركوا ذلك بسبب الانكار لوجود العدو (القمع المستمر حسب تسميته) . ويزيد انه ليس لدى إسرائيل القدرة على محاربة جميع أعدائها لفترة طويلة ولا القضاء على البرنامج النووي الإيراني، ولذلك إذا كان لديها سلاح غير تقليدي، فيجب عليها استخدامه قبل فوات الأوان. هناك دول معرضة لخطر الغزو، لكن لا توجد دولة في العالم معرضة لخطر الإبادة مثل إسرائيل، وأولئك الذين يريدون تدمير اسرائيل يجب أن يتم تدميرهم .
يبدأ الكتاب بشرح العمليات النفسية التي أوصلت إلى المجزرة الرهيبة (كما يسميها). ويستعرض في الجزء الثاني العشرات من رجال الدولة وأفراد المؤسسة الأمنية الذين قادوا اسرائيل منذ تأسيسها، ويبين أين فشلوا أو كانوا دقيقين في تفكيرهم، ويعطي كل واحد تقييما في فهم الواقع .
يبدو لي أن الكاتب الذي يحلل نفسية الإسرائيلي ونفسية "العدو" هو أبعد ما يكون عن الواقع وينضم إلى التفكير الإسرائيلي المتغطرس الفوقي وكأن العالم يدور حوله وفقط حوله .
01/11/2024