الأسدُ العجوز

في غابةٍ بعيدة، كان هناك قائد كبير في السن يُدعى الأسد العجوز. كان الأسد يحكم المملكة منذ فترة طويلة وكان يهتم بشكل كبير بشؤون المملكة الداخلية فقط، ويحب السلام ويرفض أن يعرض ابناء مملكته للخطر ، ولسوء حظه فقد ورث مملكة ضعيفة ،حيث استطاع أبناء مملكته بعد أن قاوموا الذئاب التي سيطرت على كل ارضهم، أن يحصلوا على شبه مملكة ، ووضعوا الأسد العجوز ملكا عليها .

مع تقدم الزمن، تغيرت الأمور في الغابة وظهرت حوادث وتحديات جديدة، فقد عاود المحتلين القدامى الاعتداء على أبناء مملكته، ونشأ عنده جيل جديد قوي ومتعلم يرفض استمرار الاعتداء ويطالب بمملكة مستقلة لها حدود وعلم بطيخي ، وبدأت الممالك الكبرى تقتنع أنه آن الأوان لاستقلال المملكة .

في يوم من الأيام، حدثت حالة طارئة كبيرة في الغابة تهدد سلامة الحيوانات جميعًا. وعندما حاولت بعض الحيوانات إبلاغ الأسد العجوز بالمشكلة ودعوته إلى التحرك، كان الأسد العجوز متمسكًا بقناعاته القديمة بأنه لن يعرض أبناء مملكته للخطر وأن مقاومة الذئاب يجب أن تكون سلمية ورفض الاقتناع أن المملكة الذئبية المحتلة لمملكته قد ضعفت ، وأن لدى أشباله الشجعان القدرة والإرادة والعزم على إعادة إمجاد مملكتهم، حتى أنه رفض القيام بأي تغييرات أو تصريحات ، وصار يبدو أنه منقطع عن العالم ، أو أن شبح الخوف على أبناء شعبه قد عشش بدماغه لدرجة لم يعد يرى أن الدنيا تغيرت وحان وقت تغيير قراراته بحسب المتغيرات الجديدة والتي يقول أنه لا يراها مع أن كل الحيوانات وكل الممالك تراها وخاصة اشباله الصغار .

الأشبال اختلفوا وهم يبحثوا عن أسلوب يعيدهم للطريق ، ولكنهم مع هذا متفقين على إعادة أمجاد الأجداد ، والأسد العجوز يردد كلمات بلال من فيلم الرسالة : " أحدٌ أحدٌ ، لا تغيير ولا تبديل ، لا تصدي ولا مخاطرة " .