مشاركة فيديوهات ومقالات بالعربية

75 عاما على قيام دولة إسرائيل: نظرة الى الوراء ونظرات للمستقبل!| د. سمير خطيب

5.00 - (1 تقييمات)
نشرت
308
مشاهدات
0
تعليق

ابلاغ Report

75 عاما على قيام دولة إسرائيل: نظرة الى الوراء ونظرات للمستقبل!| د. سمير خطيب
أزمة سياسية أم أزمة هوية وجودية ؟
إسرائيل هي آخر مشروع كولونيالي في العالم، ويختلف عن باقي المشاريع الكولونيالية الاستيطانية السابقة بأنه يتوافق مع المشاريع الامبريالية في المنطقة، فإسرائيل هي أهم مشروع أميركي في القرن العشرين، وهي أهم نتائج الاستعمار الغربي للعالم العربي. والاختلاف الثاني أنه المشروع الكولونيالي الوحيد الذي لم يكتمل بعد، لأن كل المشاريع الاستيطانية السابقة انتهت إما بالقضاء على السكان الأصلانيين أو باستيعابهم كجزء فاعل وصاحب قرار بالدولة الحديثة، ولكن في حالة اسرائيل لم تستطع القضاء على السكان أصحاب الأرض الأصلانيين ولم تستوعبهم كمواطنين كاملي الحقوق في اتخاذ القرار.
وللتأكيد على عدم اكتمال المشروع الكولونيالي، اسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي تستعمل مصطلح "خطر وجودي" أو "تهديد وجودي" وتتساءل بمؤتمرات الامن القومي هل اسرائيل ستستمر حتى عام ٢٠٥٠؟ في حين لم نسمع يوما مثلا أن فرنسا أو الأردن أو كينيا أو أي دولة بالعالم استعملت او تستعمل هذا المصطلح أو تسأل هذه الأسئلة. حتى أن رئيس الدولة هرتسوغ اعتبر أن الأزمة السياسية الأخيرة هي تهديد وجودي لإسرائيل. ذلك لأن أباطرة الصهيونية يعلمون أنه طالما لم تحل قضية الشعب الفلسطيني، ولم ينته الاحتلال، ولم تتم مساواة الأقلية الفلسطينية فسيبقى المشروع الصهيوني غير مكتمل وغير ناجح ويهدده خطر وجودي (حسب مصطلحاتهم). ويعلمون أن هذا المشروع هجين ثقافيا وفكريا على المنطقة. والأرجح أن الأزمة السياسية الإسرائيلية ليست أزمة وجودية بقدر ما وجدانية حيث ما زال الفلسطيني كل يوم يذكرهم بموبقاتهم، وما زالت الخلافات الجوهرية بين شرائح المجتمع تتفاقم، وتتسع الهوة بين الاطراف المتنازعة ليس على السلطة ومراكز القوى فحسب بل على هوية الدولة.
منذ إقامة دولة اسرائيل عام ١٩٤٨ سيطر على المشهد السياسي في إسرائيل اليهود الغربيون الذين حاولوا بناء القومية اليهودية المعاصرة على النمط الغربي، اي ليبرالية علمانية بملامح يهودية صهيونية. أي ان الليبرالي ليس ليبراليا حقيقيا ولا العلماني علماني حقيقي ولهذا كان ثاني الضحايا لهذا المشروع بعد الضحية الأكبر وهي الشعب الفلسطيني، هم اليهود الشرقيون الذين سلبت هويتهم الثقافية والقومية.
وحاول هذا المشروع منذ تأسيس الدولة التوفيق بين قضيتين متناقضتين جوهريا وهما اليهودية والديمقراطية، ولكن هذا المشروع فشل عندما تم "الانقلاب" البرلماني عام ١٩٧٧ وسيطرة مناحيم بيغن والليكود. ومن يذكر تلك الفترة فقد تم استغلال الغبن المدفون لدى اليهود الشرقيين بعد تسميتهم من قبل احد المذيعين بالرعاع، وبهذا جند الليكود الذي تزعمه الروسي الأصل بيغن غبن الشرقيين وأججه للفوز بالانتخابات مقابل حزب مباي التاريخي الذي يمثل الفوقية اليهودية الغربية على اليهود الشرقيين، وعندها كانت بداية التصدع لفكرة بناء القومية اليهودية المعاصرة، ووصل هذا التصدع ذروته في فترة رئوفين ريفلين الرئاسية الأولى عندما القى خطابا سمي بخطاب الاسباط، وحدد فيه أن المجتمع في اسرائيل ينقسم إلى أربعة اسباط هي: العلماني، المتدين المعاصر، المتدين المتزمت والعرب كأقلية اثنية (وليس اقلية قومية او قومية موازية)، وحدد ان هذا هو التعبير الحقيقي عن واقع المجتمع الإسرائيلي وانه يجب إيجاد نقطة التوازن بين الاسباط، تماما كما تفعل الدول الحديثة متعددة القوميات والثقافات وذلك للاعتراف بالهويات القومية والثقافية والدينية التي تقع تحت الهوية الجامعة الكبرى للدولة، وفي هذا المشروع أيضا فشلت إسرائيل لعدة أسباب أولها ان العرب لا يمكن ان يكونوا جزءا من الهوية الجامعة الإسرائيلية ما لم يتم الاعتراف بهم كأقلية اصلانية، وثانيها زيادة قوة المتدينين المعاصرين والمتزمتين حيث اصبحوا قوة مؤثرة على القرار السياسي بعد ان كانوا على هامش الحكومات حتى الانقلاب البرلماني عام 1977، وثالثها ضعف وتراجع الخطاب اليساري العلماني ( بالمفهوم الإسرائيلي الصهيوني ) ولهذا عام على السطح بوضوح زيف التوفيق بين يهودية الدولة وديمقراطيتها وزاد الشرخ بين مكونات المجتمع.
</div>
			</div>
			<div class=
308
مشاهدات
0
تعليق

ابلاغ Report

تصنيف: 
جاري التحميل