إنك لا تجني من الشوك العنبَ‼️ د. سمير خطيب
إنك لا تجني من الشوك العنبَ.... د. سمير خطيب
"إنك لا تجني من الشوكِ العنبَ"
ما معنى هذا المثل.. وما هي حكايته؟
يروى أن قصة هذا المثل تعود لصبي رأى أباه يغرس شجرا في البستان.. وبعد عدة أشهر ظهرت ثماره عنباً حلوًا لذيذا.. فظن الصبي أن أي شجرة يغرسها ستنتج العنب.
وذات يوم وجد شجرة شوك فغرسها… وانتظر مدة فوجد الشوك يظهر في أغصانها.. فقال له أبوه: إنك لا تجني من الشوك العنب.. فلا تنتظر الشيء من غير أصله.
ويُضرب هذا المثل لمن يرجو المعروف من غير أهله.. أو لمن يعمل الشر فينتظر من ورائه الخير.. أو لمن يحاول إصلاح شخص سيء التربية أو لمن يراهن على كاذب أو من يتوخى من فاسق خيرًا.
هل ممكن جني الخير من نتنياهو ؟
عندما نربط الجنوبية وقائمتها الموحدة مع نتنياهو فنحن لا نتجنى عليها ، فهم لم يعلنوا أن نتنياهو ودرب نتنياهو خطًا أحمرًا للتحالف معه ، حتى أن "الشيخ" فايز أبو صهيبان أحد قياديي الجنوبية، قال أننا سنتحالف مع من يجلس "فوق" وليس مهما الإسم نتنياهو ساعر أو بينت (حتى أنه لم يتجمل ولو من باب المناورة بذكر إسم لبيد) ، وبما أن نتنياهو الأكثر حظًا ليكون " فوق" ، فهذا يعني أنهم قرروا مسبقا أن يكونوا معه "فوق" …ولن أذكر هنا طبعا قضية أنهم لا يروا أي علاقة وترابط بين الإنجازات الوطنية والإنجازات المدنية مما يعني أن قضية إنهاء الإحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية لا تعنيهم، حتى لا أدخل في مجال التخوين ، حيث أن البعض يعتقد أن ذكر الحقائق تخوينًا ، ولن أذكر تصريح أبو صهيبان ذاته -والذي لم تعترض عليه الجنوبية- وهو أنه حتى لو سن قانون منع الآذان فسندعم نتنياهو، أو من يجلس "فوق" حتى لا يدعي البعض أن القضية دينية ، ولا يحق لغير المتدينين التدخل بها ، وكأن الآذان ملك للجنوبية وليس لكافة المسلمين ،متدينين وغير متدينين ، وأنه قضية وطنية بامتياز لأنه يرمز لوجودنا وإنتمائنا للأرض وما عليها من صوت ومنظر ، ولأن المسجد والكنيسة وصوت الآذان وصوت أجراس الكنائس جزء عضوي وطبيعي من صدى أصوات هذه الأرض .
يدعي الأخوة في الجنوبية/الموحدة أنه من الممكن جَني الخير من نتنياهو عن طريق استعمال "نهج جديد " في السياسة إسمه "بستغله وبستغلني" أي "حكلي تحكلك" ، وبما أنه لا يُفهم من هذا النهج إلا مبدأ المقايضة السياسية ، أي "أنا أتنازل عن شيئ وأنت تتنازل عن شيئ" أو "أنا أتغاضى عن شيئ وأنت تتغاضى عن شيئ" ، ويبقى السؤال عن ماذا ممكن أن تتنازل موحدة عباس مقابل خدمات نتنياهو ؟ وهل سيغرق عباس ويُغرق الجنوبية معه في بحر نتنياهو كما غرق الكثيرون من الساسة الإسرائيليين أمثال باراك وغانتس وليبرمان (الذين يتفقون جوهريا وعلنيا مع مواقفه من القضية الفلسطينية ) أم سيتحول نتنياهو بفضل عباس إلى نتنياهو الصدّيق بعد أن كان الكذّاب ؟ أعتقد أن الإحتمال الأول هو الأرجح والأقرب للحقيقة !.
هل يمكن أن تتوقع تحقيق إنجازات وطنية ممن سن قانون القومية ؟ وهل ممكن تحقيق إنجازات مدنية ممن سن قانون كامينتس لهدم البيوت العربية ؟ وهل ممكن تحقيق إنجازات قومية ممن خطط ورسم صفقة القرن للقضاء على القضية الفلسطينية –قضيتنا القومية ؟ الجواب بحسب الوقائع وتاريخ نتنياهو الحافل بالكذب وحنث العهود ، طبعا لا!!! …..إذًا على ماذا يعول منصور عباس والجنوبية ؟ ولماذا انسحب من المشتركة ؟ وأخيرا لماذا يقود حملة تحريض وتكفير للقائمة المشتركة وأعضائها وناخبيها والتي أثبتت أنها الشوكة الوحيدة التي لم يستطع بلعها نتنياهو ……؟؟؟ إسئلة أتمنى من مصوتي الموحدة أن يفكروا بها قبل أن يدلوا بصوتهم ويدعموا "نهج جديد/قديم " علينا ويشرعنوا سياسة "بستغلني وبستغله" وبهذا يعيقوا مؤقتا قاطرة شعبنا التي تسير بثبات نحو تعزيز مواقفنا وتراكم إنجازتنا كجماعة وكأفراد . ويسألوا السؤال الأهم : هل استفاد شعبنا من خروج الجنوبية من المشتركة أم اليمين الإسرائيلي والحركة الصهيونية ؟
إزرع كرامة تحصل على حقوق لأنك تريد الحقوق .
إزرع مقايضة تحصل على نتنياهو لأنك تريد نتنياهو .