ما بين الحيوانات والأناسي- سمير خطيب
4.67 - (3 تقييمات)
نشرت
"أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ ۚ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا" (الفرقان 44 ).
تذكرت هذه الآية الكريمة من سورة الفرقان، وأنا اتابع أخبار التصويت بالكنيست في الاسابيع الأخيرة وتذكرت مشاهد ومقاطع الفيديو من الناشينال جيوغرفيك، وتبين أن في مملكة الحيوانات، توجد أيضاً خصومات ونزاعات، وتحدث معارك شرسة، مثلاً بين قطيع من الأسود وقطيع من الضباع ...
كما رأيت حروباً ضارية بين أرتال النمل الأحمر والنمل الأسود ...
وتتحد الجواميس البرية السوداء وتقف صفاً واحداً للدفاع عن نفسها أمام هجوم للنمور المرقطة، وهكذا ...
ولكنك يستحيل أن تجد أسداً قرر أن يصطف مع الضباع ويعاونهم على التهام بني جنسه ..!!
ومهما بحثت، لن تجد نملة حمراء قررت أن ترشد النمل الأسود إلى مخبأ النمل الأحمر .!!
هل يعقل أن تتخيل أن ترى جاموسة برية تبيع قرونها الحادة (مهما دفعوا لها) وتسلمها لمجموعة من النمور جاءت لتفترس عائلتها ..؟؟!!
هل يمكن أن تسمع أن غزالاً أعلن أن التنسيق البرلماني مع التماسيح جائزٌ شرعًا ..؟؟!!
هل ستجد في المحيطات دولفيناً واحداً يتغازل مع أسماك القرش ويعانقهم في مكتب رئيس الحكومة مثلا ..؟؟!!
أو عصفوراً يبني عشه في وكر الأفاعي ..؟؟!!
الغدر هو طبع يتصف به الإنسان فقط، والوقوف مع قاتل بني جلدتك ضد أبناء قومك وعلى حساب دماء شعبك هي انحدار لا يتقنه إلا الجنس البشري وحده دون باقي المخلوقات ...!!!
21/12/2020