بيان - حقيقة الأمر في قضية سيلا قزعورة في الرامة
بيان من رابطة الكنائس المعمدانية في إسرائيل
برزت قصة السيد سيلا قزعورة في عدد من المواقع الألكترونية في الأسبوع الأخير. وتحدثت هذه المواقع عن إخلاء السيد قزعورة من بيته في قرية الرامة. فعلى سبيل المثال، لا الحصر، ذكر "موقع الحمرا" هذه القصة تحت عنوان: "شبح الإخلاء والتشريد يهدد عائلة وأطفالها". وللأسف اختزلت هذه التقارير القصة فقدمتها دون سماع الطرف الآخر، مما أعاق تقييم الموقف بعدل وتقصي الحقائق بالشفافية المطلوبة. ولهذا نقدم للقارئ الوجه الآخر الذي غاب عن هذه المواقع.
جورج قزعورة هو قس مسيحي من الناصرة أرسله المجمع المعمداني في إسرائيل إلى قرية الرامة في السبعينيات ليكون قسيس الطائفة المعمدانية هناك. لهذا الغرض انتقل للسكنى على أرض تتبع لهذا المجمع.
بعد سنوات، أقام القس جورج قزعورة جمعية خيرية من خلالها بدأ العمل على مشروع بناء بيت للأولاد الأيتام يتبع للكنيسة المعمدانية هناك، وقام بتجنيد أموال من كنائس ومؤسسات مسيحية خارج البلاد لهذا الغرض، بحكم وظيفته وموقعه كقسيس الكنيسة في الرامة.
بعد عدة سنوات فشل مشروع بيت الأيتام الذي أداره القس جورج قزعورة، وبسبب فشل المشروع، أغلقت الجمعية بعد تورطها مع مسجل الجمعيات. وبعد ذلك خسر القس جورج كل اعضاء كنيسته التي أغلقت أبوابها وبقي للسكنى في أرض الوقف ولم يتركه كما هو متبع أن يغادر رجل الدين أرض الوقف عندما تنتهي خدمته.
حاول مسجل الجمعيات مصادرة الأرض وكل ما عليها من مباني، بسبب سوء إدارة الجمعية الخيرية التي أسسها القس جورج قزعورة، ولولا صحوة البعض لتمت خسارة المُلك كله.
بعد كل هذه طلب المجمع المعمداني من القس جورج قزعورة إخلاء الأرض. كانت المحاولات بكل الطرق السلمية، وعرضوا عليه تعويضاً مالياً سخياً ليبدأ حياته من جديد، لكنه رفض كل العروض وانتقل الموضوع إلى القضاء في عام 2014.
للتوضيح، ننوه أن"المجمع المعمداني في إسرائيل" هو صاحب المُلك وهو الذي قدم الدعوى لإخلاء المكان وليس "رابطة الكنائس المعمدانية في إسرائيل" الموقعة أدناه على هذا البيان. المجمع يمثل المعمدانيين الأمريكان بينما الرابطة تمثل الكنائس العربية.
حاول عدد من المعمدانيين المحليين الوساطة والمساعدة فقدم المسؤولون عن المُلك والكنائس المحلية عدة عروض مالية بهدف فض النزاع بطرق سلمية ورفضها القس جورج قزعورة كلها.
في عام 2015 توفي القس جورج وفي عام 2016 توفيت زوجته، لكن ابنه السيد سيلا (متزوج مع أولاد) استمر بالسكن في أرض الوقف بدون مقابل بعد وفاة والديه واستمر في المحاكم وخسر في محكمة الصلح وأيضا في الاستئناف في المحكمة المركزية.
بالرغم من أن المحكمة حكمت أنه لا يحق للسيد سيلا أي تعويض، إلا أن أصحاب المُلك وأيضا المحليين عرضوا مبلغا من المال لمساعدة السيد سيلا ليستأجر بيتاً ويشق طريقه لوحده.
وقد تطرقت المحكمة في قرارها المفصّل في محكمة الصلح في حيفا إلى الإدعاء أن القس جورج قزعورة بنى بيت الأيتام وبيوت العائلة من أمواله الخاصة وقالت بالحرف الواحد أن ذلك غير صحيح. وقررت المحكمة أن المتبرعين الذين قدموا الأموال كان هدفهم بناء بيت للأولاد الأيتام يتبع للكنيسة المعمدانية وليس له شخصيا وليس لبيوت خاصة لعائلته لطيلة الحياة، وهذا ما أكدته المحكمة والقضاء العادل.
يؤسفنا جدا أن بعض المواقع الإلكترونية وبعض الأشخاص على مواقع التواصل الإجتماعي يقومون بتشويه صورة الطائفة المعمدانية بصورة ظالمة، ودون معرفة الحقيقة كاملة، ويستغلون صمت أصحاب المُلك.
يقوم العديدون بتشويه صورة المعمدانيين، مع أننا أشخاصاً مسالمين ومحبين وعادلين في تعاملنا مع الآخرين. المعمدانيون يملكون المدرسة المعمدانية ذات الصيت الحسن في الناصرة ولنا عدة كنائس في كل أنحاء الجليل ولها سمعة طيّبة.
بالرغم من كل هذا، نقوم في الأسابيع والأيام الأخيرة بمساعي لإقناع السيد سيلا قزعورة الخروج من أرض الوقف المسيحي التي يسكن فيها وقبول تعويض يساعده ويساعد عائلته في بداية حياة جيدة. نؤكد أنه لا يرغب أحد منا أن يشرد أطفال أو يريد أن يسيء إلى عائلة، مهما كانت، وخصوصا سيلا وهو ابننا والعديد يعرفه منذ كان طفلاً صغيراً وهو ابنٌ لقس معمداني.
هل من رجال يقولون كلمة حق في هذا الزمان؟