مشاركة فيديوهات ومقالات بالعربية

12 سبب يدفع الولايات المتحدة للخروج من الشرق الأوسط … كتب: محمد التميمي

0.00 - (0 تقييمات)
نشرت
548
مشاهدات
0
تعليق

ابلاغ Report

12 سبب يدفع الولايات المتحدة للخروج من الشرق الأوسط … كتب: محمد التميمي

12 سبب يدفع الولايات المتحدة للخروج من الشرق الأوسط

بقلم: محمد عطاالله التميمي - ناشط سياسي فلسطيني

تجتمع العديد من الأسباب والمعطيات الموضوعية مع بعضها البعض لتدفع الولايات المتحدة للخروج بشكل جزئي أو كامل من منطقة الشرق الأوسط التي لطالما كانت على سلم أولويات واشنطن وقوى الإستعمار على مدار التاريخ، ومن وجهة نظري المتواضعة أرى في هذه الأسباب تمهد لرحيل أمريكي قريب من المنطقة، وأستعرض معكم في مقالتي لليوم أسباب ذلك:

1– إقتراب الولايات المتحدة من الإعتماد على النفط الصخري الذي يجري إستخراجه وإستخدامه في مناطق مختلفة من العالم وفي الولايات المتحدة أيضاً، حيث من المنتظر أن يزعزع سوق النفط التقليدي الشرق أوسطي ويقلل من حاجة الولايات المتحدة له، بالاضافة الى التوجه الأمريكي والعالمي إلى دعم الطاقات المتجددة كالطاقة الشمسية والرياح والطاقة المائية والوقود المستدام.
2– حالة عدم الإستقرار الأمني والسياسي التي تعيشها دول المنطقة وتبدل الحكومات وإنتشار الحروب الأهلية، والتي تدفع الولايات المتحدة إلى عدم الإكتراث بمصير هذه المنطقة، وبالتالي نقل مصالحها وإستثماراتها إلى مناطق أخرى أكثر إستقرار بعيداً عن منطقة تعيش مرحلة الإستنزاف.
3– قرب إنتهاء العصر الذهبي الخليجي مع حلول مرحلة نضوب وإضمحلال النفط التي من المتوقع أن تبدأ خلال العقود الثلاثة المقبلة والتي تليها المرحلة الصفرية التي تغلق خلالها أبار النفط الكبرى في دول كانت تعد الأكثر تصديراً للنفط في العالم كالسعودية وإيران والامارات العربية المتحدة.
4– إنهيار الجيوش العربية التقليدية الأكثر قوة كالجيش العراقي الذي دمرته الولايات المتحدة خلال غزوها للعراق، والجيش السوري الذي فككته الحرب الأهلية وخيارات النظام السوري الذي أدخلت هذا الجيش في حرب استنزاف طويلة مع أطراف داخلية، وإنشغال الجيش المصري في الأزمات الداخلية التي تعيشها مصر والتي أدت إلى تراجع دور الجيش وأهميته على صعيد المنطقة والعالم، وغرق الدول العربية الأخرى في مشاكلها الأمنية أو السياسية والاقتصادية، حيث جعلت هذه الامور من إسرائيل واحة أمان لم تعد بأي حاجة لحماية أمريكية حسب تقديرات عدد من الخبراء ومراكز الدراسات الاستراتيجية، ذلك مع تفوقها النوعي وميل الميزان العسكري إلى كفتها.
5– الإتفاق النووي بين الدول الكبرى وإيران مهد الطريق لمزيد من التعاون بين طهران والغرب الذي تستعد كبرى شركاته للدخول إلى السوق الإيرانية والإستثمار فيه بعد إنقضاء العقوبات التي كانت مفروضة على البلاد، حيث من المتوقع أن تعيد هذه الأحداث إيران إلى مركزها السابق كشرطي للخليج وضامن لأمنه، لتتحول بذلك من خصم للولايات المتحدة إلى صديق وشريك إستراتيجي، كما حدث مع اليابان التي كانت من ألد أعداء واشنطن لتصبح بعد الحرب العالمية الثانية من أكثر حلفاء واشنطن وفاءً وإلتزاماً.
6– دخول الولايات المتحدة في صراع وتنافس إقتصادي مع القوى الصاعدة الجديدة في الشرق الأقصى (شرق أسيا)، كالصين والهند وروسيا وكوريا الشمالية الواعدة، والتي دفعت الولايات المتحدة إلى إهتمامٍ أكثر بتلك المنطقة على حساب إهتمامها بالشرق الأوسط المترهل، لتأمين وحماية مصالحها الممتدة في تلك المنطقة ودعم حليفها الياباني والكوري الجنوبي من الأخطار المحدقة.
7– عودة روسيا وصعودها مجدداً كقوة عظمى مؤثرة تهدد النفوذ الأمريكي وتفوقها الإستراتيجي خصوصا في أوروبا الشرقية بعد ضم إقليم القرم والتدخل العسكري في الأزمة الأوكرانية ونشر صواريخ غير تقليدية في مواقع متقدمة في تلك المنطقة، وتهديد الوجود البحري الأمريكي في البحر الأسود لا سيما بعد حدوث مناوشات بحرية بين الجانبين كادت تؤدي لوقوع الكارثة.
8– النمو الإقتصادي المتسارع والتطور العسكري الملفت والتحالف السياسي بين عدد من دول أمريكا اللاتينية خصوصاً بعد وصول قوى يسارية للحكم فيها مطلع الألفية الثانية، دفعت واشنطن لمزيد من الإهتمام بتلك المنطقة التي لطالما كانت تعتبر باحة خلفية للولايات المتحدة، لتأمين قناة بنما وحماية مصالحها في المنطقة، ودعم الحكومات القريبة منها خصوصا في كولومبيا والباراجواي المهمتين بالنسبة لواشنطن ونفوذها في القارة اللاتينية.
9– الوجود الصيني المريب في أفريقيا ودخول فرنسا وبريطانيا وألمانيا والبرازيل والهند على خط الإستثمار والتنافسية في القارة السوداء أسال لُعاب الولايات المتحدة ودفعها للتفكير أكثر في مد نفوذها في العمق الأفريقي ومنافسة تلك القوى في هذه المنطقة الممتلئة بالموارد وذات الأهمية الاستراتيجية والجغرافية.
10– تعاقب الأزمات الاقتصادية العالمية التي وصلت اثارها في كثير من الأحيان إلى الإمبراطورية الأمريكية دفعت الإدارات الأمريكية المتعاقبة خلال العقود الأخيرة للتفكير أكثر بالداخل الأمريكي ومشاكله، وذلك على حساب الموازنات والمصاريف العسكرية التي كانت تمول حروبها وتدخلاتها العسكرية في الشرق الأوسط ونشر قواتها وقواعدها وأساطيلها البحرية في تلك المنطقة، وقد جاء إغلاق عدد من القواعد العسكرية وتخفيض أعداد من القوات في دول خليجية تنفيذاً لذلك، لا سيما بعد الرحيل من قاعدة الملك خالد العسكرية قرب الرياض وتخفيض أعداد الجنود والمقاتلات في قواعد عسكرية في الامارات والبحرين ومناطق أخرى.
11– تراجع أهمية قناة السويس التي كانت تشكل وريد النقل البحري، وذلك بعد تراجع أسعار النفط التي دفعت سفن الشحن البحرية العملاقة الى سلك طريق رأس الرجاء الصالح خصوصاً بعد تراجع التكاليف النفطية للنقل عبر رأس الرجاء مقارنة مع ما تدفعه هذه السفن من رسوم لاستخدام قناة السويس، ومع إقتراب روسيا أيضاً من شق قناة جديدة في مياهها الباردة المتجمدة التي بدأت تذوب بفعل الاحتباس الحراري وإرتفاع درجات الحرارة في الأرض، ناهيك عن بدء مشروع قناة البحرين الاسرائيلي الذي سيجعل من هذه القناة بديلاً مستقبلياً لقناة السويس خصوصاً إذا ما تم ربط هذه القناة بقطارات نقل ثقيل تصل القناة بالبحر المتوسط عبر فلسطين المحتلة وذلك كما وعدت إسرائيل مؤخراً، حيث من المنتظر أن تزعزع كل هذه الأسباب الأهمية الاستراتيجية لقناة السويس.
12– الخروج العسكري للولايات المتحدة من الشرق الأوسط سيدفع دوله الى الدخول في حرب باردة وسباق تسلح عسكري خصوصاً بين أطرافه الرئيسية ( ايران ، السعودية ، اسرائيل ، مصر ، تركيا) لتستفيد بذلك الولايات المتحدة التي ستكون شركاتها هي الوجهة المفضلة لجيوش المنطقة لعقد المزيد من صفقات السلاح الباهظة التي ستُدخل مليارات الدولارات للصندوق القومي الأمريكي المتلهف لتلك المليارات.

 
 
 
 
548
مشاهدات
0
تعليق

ابلاغ Report

تصنيف: 
جاري التحميل