على هامش وصول المواطن رقم 7 مليار الى العالم - بقلم عطااللة منصور
بلغ عدد سكان الكرة الارضية سبعة ملياردات انسان، كما اعلنت منظمة الامم المتحدة. تقول هذه المؤسسة الدولية ان عدد المواليد اليومية يبلغ 200 الف طفل يوميا، اي ان سكان العالم يزدادون مع مطلع الشمس كل يوم ما يعادل ثلاثة اضعاف سكان الناصرة وخمسة اضعاف ام الفحم او شفاعمرو او الطيبة وراهط، او مثل سكان هذه المدن مجتمعة، ويوجد في العالم علماء يتوقعوا لنا (او لأحفادنا) ان لا يجدوا ما يأكلون من البروتينات سوى "لحوم" الحشرات!
من جهة اخرى، هناك علماء يسخرون من زملائهم ويطمئنونا ان العلم والتطور يستطيعان حل المشكلة كما حلوها خلال القرن الاخير وأن مخاوف الجوع لضعف كرتنا الارضية في مهمة انتاج المواد الغذائية معروفة منذ نشرت نظرية مالتوس - رجل الاقتصاد البريطاني - الذي تنبأ بأن الجوع سيكون مصير العالم في القرن العشرين لأن سكان الكرة الارضية يتكاثرون بوتيرة مضاعفة مع ازدياد المواد الغذائية خلال القرن الماضي، وأن الحاجة فرضت على المنتجين زيادة الانتاج بتطوير الزراعة وتربية الابقار لانتاج اللحم، فقامت الاسواق بضمان فائض من المواد الغذائية باستعمال السماد ومقاومة الحشرات التي تهدد النباتات.
ولكن نظرية مالثوس لم تذهب مع الريح. قرابة مليارد انسان يعيشون اليوم في عالمنا المهدد بالجوع والموت جوعا. الاحصائيات الرسمية تقول ان اكثر من 950 مليون انسان في العالم ينفقون يوميا اقل من دولار امريكي للغداء وللحصول على مياه غير صالحة للشرب وهؤلاء جياع حتى ولو تضاعف دخلهم غدا!
وتقول الاحصائيات الدولية ان العالم، في نصفه الشمالي، يعاني من تخمة وتقلص فئة الشباب وزيادة في عدد الشيوخ (ومعدل سنوات الانسان عندهم 80 عاما) في حين ان معدل عمر المواطن في النصف الجنوبي من الكرة الارضية لا يزيد عن 54 عاما. اننا نعيش - ومعنا كافة الدول العربية - في النصف الجنوبي الذي يعيش خطرالجوع والحاجة. ان ثروة بعض هذه البلاد قد توهم البعض ان مشاكل الفقر غير متوفرة في ايران او العراق الغنية بالنفط - ولكن سوء توزيع الثروة داخل هذه البلاد يخفي مآسي طبقات فقيرة ومهملة. ان المشكلة ليست عدد سكان العالم بل تكمن في توزيع ثروات العالم بشكل متساوي.
يتوقع خبراء الاحصائيات ان الهند ستلحق بالصين وتسبقتها من حيث عدد السكان ويتوقعون الاعلان بأن عدد سكان الهند سيبلغ 1500 مليون انسان (اي مليارد ونصف) قبل العام 2050، لان حكومة الصين نجحت في كبح الانفجار السكاني الذي هدد مستقبل بلادهم بفرضهم غرامة ومنع ارباب البيوت من انجاب اكثر من طفل واحد لكل عائلة من سكان المدن، وطفلين لا غير لسكان الريف - بغض النظر عن جنس هذا الطفل. ولأن الناس في الصين مثل امثالهم في مجتمعنا يفضلون الاطفال الذكور فقد ارتكبت ملايين العائلات في الصين جرائم التخلص من أجنة الاناث مما خلق خللا واضحا في عدد الاولاد بالمقارنة مع عدد البنات - وحول الصبايا الى عملة نادرة .
هذا وكشفت دراسة اجريت في بعض الولايات الهندية ان اكتظاظ السكان خلق ازمة غير مألوفة بل وغير معروفة: ثلاثة او اربعة اخوة اشقاء يتزوجون بامرأة مشتركة بقصد انجاب عائلة واحدة للاخوة المتحدين تحافظ على املاك العائلة المحدودة وتوحدها!