جداول المساوة والعقل السليم - بقلم عطاالله منصور
عرفت وقدرت السيد الوف هارايفن ، موسس جمعية " سيكوي" التي عملت منذ عشرات الاعوام على دعم مطالب المواطنين العربية لتحصيل حقوقهم كمواطنين يعيشون في وطنهم ويطالبون بحقوقهم في المساواة والعيش الكريم فيها - وما زالت هذه الجمعية تعمل وأبرز انجازاتها يتلخص في اصدار كتيب متواضع في حجمه ( 89 صفحة)، ولكنه مليء بالاحصائيات والمقارنة بين ظروف الحياة ومستوى الخدمات التي تقدمها الدولة لليهود والعرب. طبيعي - مع الأسف - ان تقدم هذه الارقام دليلا يشهد على الهوة التي تفصل بين اليهود والعرب. اطفالنا يتعرضون لأخطار الموت اكثر من اليهود، ويتعلمون في كافة مراحل التعليم أقل من اليهود - من حيث عدد الطلاب في الصف- ومن حيث مستوى المعلمين. وبالتالي فان تحصيلهم العلمي، بالمعدل، اقل نجاعة في المدارس العربية- كما تدل امتحانات البجروت، وكما تؤكد ملفات الحضور والغياب ونسبة المتسربين من الصفوف ( خصوصًا في مرحلة الانتقال من المدرسة الاعدادية الى المرحلة الثانوية. وحين نضيف لعبء الطلاب العرب كافة النواقص ونذكر أن كل طالب عربي ملزم بأن يتقدم للامتحان في البجروت بثلاثة لغات في حين أن زميلة اليهودي الذي يدرس في مدرسة أرقى لعدد ساعات أطول وفي صفوف أصغر، بحاجة للتقدم للامتحان في لغة الام (العبرية) والانجليزية. أي أن العربي المسكين يتقدم للامتحان الاصعب وفي ظروف ظالمة. ومن هنا فلا عجب اذا كانت مدارسنا لا تؤهل أولادنا للوقوف على قدم المساواة مع أقرانهم اليهود.
هكذا كان الامر قبل عشرين عاما ونيف وهكذا بقيت الهوة تفصل بين اولادنا واولادهم. التمييز والظلم الذي عاننينا منه ما زال على حاله! وجمعية " سيكوي" بقيت على العهد تعود سنويًا لتقدم لمن له عينين وأذنين لرؤية وسماع هذه القصة الحزينة. اليوم وانا أراجع الأرقام حول ما جد على العرب العاربة - بغض النظر عن السياسة الظالمة التي فرضت علينا فحرقت قلبي الاحصائيات التي لا علاقة لها بسياسة الحكومة. مثلاً: كان العرب منذ 30 عاما ونيف ( وقبل ذلك ؟) يدخنون أكثر من اليهود ونسبة المدخنين في إزدياد : ففي العام 2008 كان 42.4% من العرب - من الفئات العمرية فوق ال 20 سنة - مدخنون، وفي 2009 ارتفعت نسبة هؤلاء ل-45.2 % في حين أن نسبة المدخنين اليهود تراجعت من 29.5 إلى 28.5%. ولا يعزيني أن نسبة العربيات المدخنات قد تراجع من 6.9 الى 6.6 %، في حين ان نسبة المدخنات اليهوديات كانت تقارب ال-20% لان نسبة اليهوديات العاملات هي أيضا ثلاثة اضعاف العربيات المشاركات في العمل خارج بيوتهن.
إن نسبة المدخنين ممن يُعَرضون صحتهم لمرض سرطان الرئة ويدفعون الاموال الطائلة مقابل هذه المتعة السخيفة يدل على اننا بحاجة لمن يردد ويزيد في النصح : العاقل لا يدخن، والذي يدخن لا يعقل.