مشاركة فيديوهات ومقالات بالعربية

فصحيّات نيِّرَة (4): دخَلتَ أورشليم – القدس منتصراً وأنتَ راكبٌ على جحش إبن أتان - جاسر الياس داود

0.00 - (0 تقييمات)
نشرت
638
مشاهدات
0
تعليق

ابلاغ Report

فصحيّات نيِّرَة (4): دخَلتَ أورشليم – القدس  منتصراً وأنتَ راكبٌ على جحش إبن أتان - جاسر الياس داود

 

عظيم يا الله بتواضعكِ،  وعظيمة حكمتك التي لا نُدرك كنهها وفحواها وتفسيرها،  فلَكَ المجد كل المجد الى الأبد آمين.      

رضيتَ أن تلبس ثياب الفقر، في الوقت الذي فيه كان باستطاعتك أن تلبس لباس الملوك الزاهية والمرصّعة بالجواهر الثمينة والمزيّنة بأحلى الألوان والصور، لكن محبتكَ لبني البشر وتواضعكَ طغوْا على تطلعاتكَ الى القشور، وكنتَ بهذا تريد إرشاد المؤمنين بكَ وبتعاليمكَ ، وأيضاً غير المؤمنين والمُضطهدين إيّاكَ من اليهود والرومان الى طريق الحقّ والصواب والإيمان الصحيح. هؤلاء أي اليهود والرومان الذين حاولوا وحاولوا الكثير في إيقاعكَ بشبكة المخطِئ أو الخاطئين، ولكنّهم فشلوا، لأنّكَ بإجابتكَ إليهم والى الولاة والحكّام : أنتَ قُلتَ، كانت تُدخِل البلبلة في تفكيرهم، وأيضاً هذا كان يحدث في صفوف اليهود الذين حاولوا المسَّ باستمرار وبدون هوادة بدعوتكَ الى بني البشر، لأنهم شعروا بأنّ هذه الدعوة أي دعوتكَ ستفقدهم المراكز التي يتربعون عليها بين صفوف التابعين لهم ولآرائهم، فلاحقوكَ في كلّ مكان حللتَ به، وكانوا يوجِّهون إليكَ الأسئلة المُبَطَّنَة بالغشِّ والخداع، وكنتَ دائماً المنتصر عليهم، وكنتَ كاشفاً لمكائدهم أمام السامعين لأقوالك في الهيكل وفي كلّ مكان، حتّى أنّك دخلتَ الى بيت العشّار زكّا ومشاركته مع التلاميذ الأكل والشراب، وجعلتَ من هذه عبرةً للجميع، لأنّكَ قُلتَ لم آتِ الى الأصحّاء بل أتيتُ الى المرضى. 

كان بوسعكَ أن تستنجدَ بالآب السماوي، الذي بمقدوره إرسال جيوش لا تُعدّ ولا تُحصى من الملائكة والجنود السماويّة، الذين كان باستطاعتهم محاربة ودحر المقاومين لتعاليمك، ولكنّك كنت دائماً المُسامح والغافر للذنوب، وكنتَ بهذا تعطيهم الهداية والإرشاد الى طريق الصواب.               

كنتَ مطيعاً لله في كلّ شيء، ولم ترفض له أي طلب، لأنّك كنت وبقيت الإبن المطيع والبارّ، فدخلتَ أورشليم القدس بالرغم من تحذيرات  الكثيرين من تلاميذك والمؤمنين برسالتك السماوية. 

أمّا والدتك سيّدتنا مريم العذراء فقد كانت صامتة كعادتها، لأنّها كانت تؤمن بكلّ ما يحدث معكَ، وكانت تعرف بأنّكَ مسيَّر من قِبَل الله عزّ وجلّ، وبأنّك الإبن المطيع كما كنتَ مطيعاً لها، وكانت تبتسم عند سماعها لأقوالك ولأجوبتك للتلاميذ وللمحاورين إيّاك من الكتبة ورؤساء اليهود والفريسيين والصدوقيين وغيرهم، وكانت تعرف بأنّكَ أقوى منهم جميعاً، ولكن في داخلك قلب واسع ويتّسع لكل أقوالهم السيئة وأخطائهم، وكنتَ دائماً متسامحاً تطلب المغفرة والغفران لهم، وتدعو الباري عزّ وجلّ الى هدايتهم الى الطريق الصواب والحقّ، وفي نفس الوقت كان المؤمنون يصرخون ويقولون وأنتَ داخل الى أورشليم – القدس : هوشعنا في الأعالي مبارك الآتي باسم الرّبّ.     

                                                                 عبلين

638
مشاهدات
0
تعليق

ابلاغ Report

جاري التحميل