سيداتي سادتي - شدوا الاحزمة! بقلم عطااللة منصور
لا يستطيع المرء هذه الايام ان يقرأ الصحيفة الاسرائيلية دون ان يشعر بانه يسمع صوت القبطان في طيارة الركاب وهو يأمر كافة المسافرين بشد الاحزمة لان عاصفة رهيبة تبدو فاق خط الافق وهي متجهة نحونا مهددة بخطر قادم يحمل الشرور وعظائم الامور.
مئير دغان, رئيس جهاز الموساد الرهيب - جهاز المخابرات الاسرائيلية المخصص للعمل خارج البلاد لفترة امتدت ثمانية اعوام و حتي اسابيع معدودة يقولها بصريح العبارة ان حكومات اسرائيل اخطأت يوم اهملت قرار مؤتمر القمة لرؤساء دول جامعة الدول العربية في مطلع العقد الماضي في بيروت الذي عرض على حكومة اسرائيل ان تقوم كافة الدول العربية والاسلامية بالاعتراف بدولة اسرائيل مقابل اعتراف اسرائيل بحقوق شعب فلسطين والتوصل الى حل لقضية اللاجئين يتم بالتراضي بين الطرفين!.
ولكن المرء يسأل ويحق له ان يسأل : هذا امر اكل عليه الدهر وشرب فلماذا يعود اليه دغان ؟؟ ولماذا سكت قبل السنوات الطوال التي مرت علينا ؟ الرد الطبيعي على هذا التساؤل بسيط للغاية. دغان كان في منصب لا يسمح له باشهار مواقفه اذا اراد الإستمرار في العمل.
ولكن دغان لم يسكت منذ خلع بزة الموساد وخرج الى الشارع العام ليتنفس الهواء الطلق: لا مقدرة لاسرائيل على منع ايران من تطوير مشروعها النووي!.
هل يعني هذا ان رئيس جهاز الموساد يحذر من ان حكومة اسرائيل تنوي او تستعد لضرب المفاعل الذري الايراني؟ هنا اصوات متعددة تستنكر تصريحات دغان وتقول انه يحرض وقد تؤدي تصريحاته لبدء حرب في المنطقة!
دغان لا ينكر ان تصريحاته قد تؤتي غير ما يذهب اليه. بالعكس. انه يحذر بصريح العبارة: ان الاجواء السائدة في البلاد اليوم تذكرني بتلك الايام التي سبقت جولة يوم كيبور 1973 ( اي معارك تشرين). ويقول معارف دغان انه لا يثق برئيس الحكومة نتنياهو ولا بوزير الدفاع ايهود براك ويحتقرهم ومن هنا مخاوفه منهم ومن تصرفاتهم وادارتهم للسياسة!.
ولانه لا يثق بهما ولا بمن حولهما فانه قلق يسرع لغسل يديه - كما فعل بيلاطس البنطي،الحاكم الروماني يوم صلب المسيح- ليعلن امام الملاء انه بريء من الدم الذي يتوقع له ان يسفك في معارك المستقبل القريب!
ومن هنا جااء السؤال التالي : هل سيشد الركاب احزمتهم قبل الازمة التي تهددهم؟ وماذا سيحدث نتيجة الاصطدام؟ ان مئير دغان في وضع لا يسمح له ان يشارك في الكنيست القادمة ومن هنا فانه لا يسنطيع ان يساهم عملياً أو رسميًا في الحكومة القادمة - ولكنه يستطيع ان يؤيد احد الاحزاب العقلانية وسيكون له دائما مكانته كخبير مجرب في الامور الامنية - واغلب الظن اننا سنعود ونسمع منه وعنه كثيرًا.
هل سنرى قريبا تشققا في حكومة نتنياهو ومعركة جديدة للانتخابات؟
وهل ما زال نتنياهو واتباعه في حالة السكر من تصفيق الكونغرس لخطابه السخيف؟