خاطرة في الحفلات المزعجة - بقلم: بطرس منصور
موسم الأعراس في أوجه. الحفلات والتعاليل التي تستمر لساعات الفجر في المناطق السكنية تثير اسئلة عديدة. فيما يلي احدها.
مجتمعنا العربي انتقل من كونه مجتمع متماسك ومحافظ تسوده العلاقات العائلية القريبة الى مجتمع استهلاكي يحاكي الغرب وتطغي عليه المادية.
الرجال وكثير من النساء يشتغلون اليوم ساعات طويلة ومتطلبات عملهم تحتاج دقة ونشاط وجسم قضى لليل براحه لا يعكر صفوها "موسيقى" من مكبرات صوت مقيتة وصراخ يشق عباب السماء في الليل الساكن.
من الجهة الثانية لم يذوّت مجتمعنا مكونات المجتمع المتقدم وضرورة تبني منهج حياة يلاءم متطلبات الوظائف.
فمثلاً ورغم الإزعاج الذي تسببه هذه الحفلات والتعليل لكل من في المنطقة القريبة غير ان عاداتنا وتاريخنا يمنعاننا من تقديم شكوى ضد أصحاب العرس . أحيانا قد يصاحب هذا الفرح الأهوج اطلاق الرصاص في الهواء ولكن حتى ذا لا يقود الجيران القريبين مثل البعيدين تقديم شكوى للشرطة (ومسألة جدوى مثل هذه الشكوى هي أمر آخر).
ليس ذلك فقط- بل ان نفس الجيران المنزعجين يصبحون هم مزعجين حين يحتفلون هم بزواج أولادهم. الكل يزعج والناس لا تنام جيداً بسبب ذلك ومستوى الاداء الوظيفي تتدهور بسبب ذلك...
دامت دياركم بالافراح عامرة....وهادئة.