خطاب نتانياهو والاعلام الناجح - بقلم: بطرس منصور
لا يسع المشاهد الذي تابع خطاب رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو امام البرلمان المشترك (مجلسي النواب والشيوخ) الى ان يشعر بالحسد.
فرئيس الحكومة تكلم ببلاغة وفصاحة بلغة انجليزية متقنه وبلهجة امريكية واضحة. لم يتوقف الأمر عند ذلك بل انه توجه للسياسيين الامريكان باللغة التي يفهمونها ويحبونها فتكلم عن الديمقراطية والحريات والبسالة في الحرب والإرث المشترك بين أمريكا وإسرائيل والمحرقة النازية وغيرها. عزف نتانياهو على الأوتار الحساسة في وجدانهم فأثار عطفهم وتأييدهم وحماسهم حتى انهم وقفوا على أرجلهم 31 (!) مرة مصفقين. أعضاء البرلمان لم يصبحوا موالين لإسرائيل بعد استماعهم للخطاب وكانوا مؤيدين قبله، لكن البراعة في عرض قضيته عززت هذا التأييد بشكل كبير.
ما أوردته هو طبعًا في مجال التسويق والإعلام وليس في المضمون وموضوع كسب الرأي العام هو اكثر تعقيداً ويرتبط بالقضية التي يدافع عنها المتحدث، الجمهور المستمع، المنبر والوسيلة وغيرها الكثير.
يُطرح السؤال- لماذا لا ينجح الفلسطينيين في طرح وجهة نظرهم بأسلوب قوي وجذاب وناجح في الوقت الذي قضيتهم عادلة؟
لقن نتانياهو العالم العربي ككل درساً عن الاعلام الناجح والمؤثر بغض النظر عن المضمون.