الامبراطور يعود للمحاولة - بقلم عطااللة منصور
لا يشك عاقل في العالم حول هوية ومكانة رئيس جمهورية الولايات المتحدة الاميركية المقيم في البيت الابيض, مهما كان اسمه وفصله. البعض يصفه بانه شرطي حارتنا الممتدة حول العالم كله ومنهم يطلقون عليه لقب ملك ملوك العالم ( كانوا ملوكا او رؤساء دول او مجرد مشايخ او ثوار - من فصيلة القذافي) وملك ملوك العالم في عالمنا اليوم مثله مثل من سبقوه في التاريخ حتى مطلع القرن الماضي هو امبراطور يستمع اليه صغار الملوك في رحاب مناطق نفوذه. والعرب وجامعة دولهم تعترف بمكانة سيد البيت الابيض ومن هنا جاء طلبها العلني من من براق اوباما في الاشهر الاخيرة بان يتكرم ويبعث بقواته العسكرية لانقاذ شعب ليبيا من زعيمها الاوحد وقائد ثورتها الخالدة !!
وزعماء اسرائيل منذ دافيد بن غوريون وحتى براك ونتنياهو يهرعون, في كل مناسبة ,الى واشنطن لطلب العون والدعم من السيد القابع في البيت الابيض . ومن هنا فقادة العرب واليهود يتفقون حول هوية الرئيس والاب والسيد الذي يلجأ اليه الجميع.
صحيح ان زعماء اسرائيل حاولوا دائما التهرب مما لم يرضون عنه في نصائح سيد البيت الابيض ونجحوا في اكثر من مناسبة في الغاء او اخفاء او مجرد الاهمال وعدم الاصغاء للنصائح وحاولوا الاعتماد تنظيمات يهود الولايات المتحدة ونفوذهم الرهيب على مجريات الانتخابات في بلاد العام سام وقد نجحوا قبل عام ونيف في افشال محاولة براق اوباما في تحريك المفاوضات بين اسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية ولم يتمكن من اقناع رئيس الحمومة بيبي نتنياهو في تجميد النشاط الاستيطاني وبلع المزيد من الاراضي الفلسطينية ولو لفترة محدودة لتمكين ابو مازن من العودة لطاولة المفاوضات.
وقيل يومها ان اوباما لم يتمكن يومها من الضغط على نتنياهو لانه ضعيف في الولايات المتحدة لان الاقتصاد الاميركي يعاني من حالة ركود وازمه ( ورثها من جورج بوش الابن وسياسة الحروب في العراق) وافغانستان وحول العالم.
واليوم بعد اغتيال اسامه بن لادن ارتفعت اسهم براق اوباما وتم تنظيم قوى السلام اليهودية في منظمة " الشارع اليهودي" لتعمل على اضعاف انحراف منظمة "الايباك" نحو اليمين قرر اوباما ان يعيد الكرة ويحاول دفع نتنياهو وحكومة اليمين المتطرف نحو الاعتدال او السقوط.
هل سيتمكن اوباما من فرض الاعتدال على نتنياهو ؟ لا اظن بان من الحكمة ان ارد على هذا بكلمة قاطعة لان من يفعل ذلك يقع في خطا لا يغتفر لان القوى التي تؤيد اليمين الاسرائيلي في الولايات المتحدة من اليهود وغير اليهود ما زالت قوية وتستطيع تحديد مستقبل اوباما في الانتخابات الرئاسية القادمة والتي اعلن اوباما عن نيته ان يخوضها . هذا من جهة ومن جهة اخرى لا يعقل ان اوباما الرجل الاسود الاول في تاريخ العالم كله الذي يحتل منصب امبراطور الكرة الارضية يعود الكرة ويتصدى لزعماء اليمين الصهيوني ويضع حدودا لنزعة التوسع الصهيوني فوق خطوط الهدنة لسنة 1949 "الا اذا تم التوافق مع المفاوض الفلسطيني على عمليات تبادل الاراضي".
ويظهر ان اللقاء بين نتنياهو واوباما سيقع خلال ايام معدودة بصورة علنية ومن هنا لن ننتظر طويلا لنرى النتيجة. قد يحاول نتنياهو الهرب باعلان حكومي باجراء حملة انتخابات عامة - ولا اظن بان هذا يكون خطرا على احتمال التقدم نحو السلام لان شعب اسرائيل الذي صدم من غزو اسرائيل من قبل اللاجئين حملة المفاتيح الذين جاؤا من مخيمات سوريا ولبنان رأي اشباح اللاجئين الذين كان حتى الايام الاخيرة يتوهم بان مشكلتهم تبخرت مع مرور الوقت!.