مشاركة فيديوهات ومقالات بالعربية

الذكرى الخامسة والثلاثين لرحيل صديقي راشد حسين - عطاالله منصور

5.00 - (1 تقييمات)
نشرت
1357
مشاهدات
1
تعليق

ابلاغ Report

الذكرى الخامسة والثلاثين لرحيل صديقي راشد حسين - عطاالله منصور

المسلسل السوري الذي عرض في رمضان العام الماضي عن حياة ومعاناة شاعر فلسطين الأول تضمن الكثير مما استغربته ولم اصدقه عن حياة محمود درويش، ولكنني رأيت فيه فقرة قصيرة تمنيت لو جرى لقاء بيني وبين كاتب السيناريو لأشكره.

في هذه اللقطة قام محمود درويش بتعريف صديقي المرحوم راشد حسين بأنه شاعرالعرب الاول في وطنهم.  ومن هذه اللقطة عرفت بان الكاتب اجتمع بمحمود وسمع منه عن راشد. انا،  واعتذر عن استعمال  صيغة انا، من عرف راشد  ومحمود في اولى مراحل مسيرتهما الادبية، عرفت مدى تقدير محمود  لراشد، وعرفت رهبة راشد من هذا الشاعر الشاب محمود الذي كان يهدد عرشه.

نعم، لقد احتل راشد موقع الصدارة الادبية بين شعراء العرب في اسرائيل منذ 1958 (وقبلها).  سمعته للمرة الاولى يلقي قصيدته "من آسيا انا" في سينما "امبير" في ساحات الكراج في الناصرة (التي تحولت الى مخبز)  ورأيت بأم عيني كيف اشتعل الحضور بالتصفيق، لأننا كنا يومها نعيش مرحلة تحرر شعوب المستعمرات، ومع هذه الثورة كانت تنتعش آمالنا بأن الغد المشرق، بالحرية والكرامة، بات يدق ابوابنا.

وبعد  ذلك المرجان الشعري بأيام قمت بنشر مقابلة مع الراحل راشد حسين في الاسبوعية التي عملت فيها - هعولام هزه، فيها تعرف قراء تلك الصحيفة عليه وتعرف عليه من عمل معهم من اليهود اليساريين (مثل المرحوم سمحا فلابن). قبل ان يغادر البلاد، اصدر وحرر"الفجر" وتعرف على الكاتب الفرنسي الكبير جان بول سارتر، واللغوي الماركسي المعروف نوعم حومسكي، وهو من شجعه على الالتحاق بالدراسة والابحاث الاكاديمية  في الولايات المتحدة.

أخر لقاء تم بيننا في مطلع 1972 وكنت يومها ادرس في جامعة اكسفورد في انجلترا،  وفي هذا اللقاء الذي امتد يوما كاملا، فهمت ان صحة صديقي لم تمكنه من القيام بما طمح اليه، وأن هزيمة جيوش العرب في 1967 حطمت معنوياته، وأن ايلول الاسود 1970 وخسارة الحركة القومية بعد وفاة رائدها وقائدها جعلته يعاني حتى سمع بنشاط  منظمة التحرير الفلسطينية، وكان يومها عائدا الى الشرق الاوسط  حاملا جواز سفر جزائري كتب فيه انه من مواليد وهران.

ولكن الوطن العربي لم يرق لراشد، الذي اعتاد على عدم قبول دورالببغاء، حتى ولو كان مقامه في قفص ذهبي مزركش، فعاد الى الولايات المتحدة غريبا ليموت وحيدا في غرفته قبل 35 عاما.

لقد كان صديقي راشد حسين  (واسمه لدى عائلته  الكريمة في قرية مصمص هو حاتم اغبارية) ممن وهبهم الله  موهبة قرض الشعر الرائع، كما انفرد بين الشعراء بالكاريزما، مما فرض حبه على جميع عارفيه!

عطااللة منصور مع راشد حسين في هامبورغ - 1960
عطااللة منصور مع راشد حسين في باريس - 1960
1357
مشاهدات
1
تعليق

ابلاغ Report

جاري التحميل