عنصرية عينك عينك
0.00 - (0 تقييمات)
نشرت
كشفت اول أمس الأربعاء القناة العاشرة الاسرائيلية في برنامجها التحقيقي "همكور" (المصدر) النقاب عن احدى الخطط الأكثر عنصرية التي وجدت حتى هذا اليوم في الدولة. تمحور البرنامج حول مخطط المجلس الاقليمي "مسجاف" في انتقاء الناس الذين يقدمون الى المستوطنات الخاضعة للمجلس بحيث تتخذ كل مسوطنة تابعة للمجلس اطارا معينا يقوم به المجلس برفض كل من هو "غير مناسب" للمستوطنة.
تأسست مستوطنة مسجاف والمستوطنات التابعة لها على اراضي مصادرة تابعة لدير حنا سخنين وعرابة ومناطق آخرى. وفي هذه الأيام – وبعد ان بسطت يديها – تقوم الدولة بمنح هذه الاراضي لمخطط المجلس الاقيليمي مسجاف الذي يشرف على كثير من المستوطنات. هذه الأراضي قابلة للسكن، وهي غير تابعة لأي شخص او ملكية غير ملكية الدولة (مع انها مصادرة) وهي معروضة للبيع 100% مثلها مثل اي قطعة ارض اخرى تابعة للدولة ويحق لكل من يدفع سعرها شراؤها (نمرة أرض) بما في ذلك المواطنين العرب حاملي الهوية الاسرائيلية الذين يعتبرون مواطنين اسرائيلين من الدرجة الاولى ولهم الحق في تملك هذه الأراضي.
يتناول البرنامج في القناة العاشرة قصة زوج متقدم في العمر وقصة أمراة غير متزوجة بالاضافة الى آخرين تم رفضهم من امتلاك أرض في المستوطنات. لكن من خلال الحديث يتناول البرنامج وثائق تثبت ان كل من يريد ان يسكن ويتملك في هذه المناطق، اضافة للامتحانات المهينة، عليه ان يوقع على اتفاقية يتعهد فيها بان يسير بحسب المسار الصهيوني والرؤية الصهيونية بتهويد المنطقة وعليه ان يوافق على ان يعيّد جميع اعياد الدولة الاسرائيلية.
اقام المجلس الاقليمي مسجاف لجان خاصة تقوم بفحص مدى ملاءمة الذين يرغبون بشراء قطع الارض للبناء عليها من خلال امتحان مذل جدا به يتم فحص مدى الذكاء مدى التعايش وتماسك العائلة بالاضافة الى مستوى المعيشة العمر عدد الاولاد وبالطبع "القومية". نتائج الفحص سرية ولا يتم الكشف عنها ومن ثم يتم وضع "ليبل" (Label) للأشخاص المتقدمين وان لم يكونوا مع نفس نهج الحياة في المستوطنة يتم رفضهم! مع انهم لهم الحق 100% بالتواجد هناك.
من تفاصيل الاتفاقية التي يتناولها البرنامج (في الدقيقة 20:00) يتضح ان الهدف الاساسي من هذا المخطط هو منع العرب – الذين لهم الحق الكامل – من تملك اراضي داخل المستوطنات الحديثة التي تخضع للمجلس الاقليمي مسجاف. ناهيك عن ان الاراضي المذكورة هي اراضي عربية سابقة. هذا ما يعتبر عنصرية "عينك عينك". ويتأسف احد المقابلين ان هذا الإجراء قد اضاف للعرب من المرفوضين بعد الفئات الاخرى لكي لا يتضح ان القصة هي ضد العرب فقط.
تنص القوانين الاسرائيلية على "منع التمييز" بناءا على الجيل او الحالة الشخصية او القومية او اللون او الموطن او اي الجنس او الرأي او الانتماء الحزبي. لكن يبدو ان المجلس الاقليمي في مسجاف ومن يترأسه ومن يديره لم يسمعوا بهذا القانون من قبل. لكن هل سيمنعهم ذلك من تنفذيذ مخططاطهم العنصرية بالدعم الكامل من الدولة؟
اين منظمات حقوق الانسان؟ اين نقابات المحامين والمدافعين عن حقوق المواطنين العرب؟ اين الاحزاب العربية التي تمثل عربنا في الكنيست؟ ام اننا نتشاطر عندما نود الدفاع عن الضفة الغربية وغزة بينما تزداد الحكومات اليمينية في النهش فينا بدون ان نحرك ساكنا ونسينا واجبنا الداخلي؟
اين المناضلين واين الاعلام العربي من هذا كله؟ ام اننا نعلق على صور هيفا وبعد ذلك نكتشف اننا لم يبق لنا اي مكان في كياننا ولا حتى ان نشتري الاراضي التي سرقت منا؟
لا عجب ان يفكر اليمين في نقلنا الى دولة ومكان آخر ان كنا لا نهتم بالدفاع عن حقوقنا الشرعية!
البرنامج في القناة العاشرة: