النيل لو حكى.... زعير دعيم
لو تكلّمَ النَّهر العظيم لحكى
لو كان بمقدورِهِ أنْ يبكيَ ..
لَبكى
وفرَّجَ عن صدره المهموم..
وشكا
فالظُّلم وقع أمام عينيْه...
في ذاك المسا
والحِقد عربّدَ رافعًا رأسه..
فوق ربوات المدى
سقوا التراب دمًا
زرعوه وهمًا وسُدى
وتفنّنوا في قتل من عشِقَ...
مسارات الفِدا
قالوا: كفروا ..زاغوا !!
اتّبعوا آلهة الغوى
زرعوا الكنائس في الصّعيدِ
في الوريد
فوق هامات الذُّرى
ويقهقه النيل العظيم ..
ناظرًا نحو الفضا
تابعًا درب الاشارة
راسمًا لغة "الوَما"
شاهد أنا يا سيّدي
فاكتب في سجلات الرؤى
اكتب : سرقوا البسمة
سرقوا الحبَّ
داسوا الملائكة ..
تحت عجلات الرّدى
اكتب : الارض ارضي
رغم آناف العِدا
اكتب :
لكنّهم فشلوا في قتل ربّ
جاء من لدُن السّما
ينثر الحُبَّ زهورًا
في لباس من هدى
ويُغرّد العمْر لحونًا
وشفاءً ودوا