حول زيارة البطريرك الماروني بشارة الراعي الى بلادنا
3.00 - (2 تقييمات)
نشرت
حول زيارة البطريرك الماروني بشارة الراعي إلى بلادنا
أثار قرار البطريرك الماروني بشارة الراعي زيارة إسرائيل في أواخر الشهر الحالي، ردود فعل متضاربة داخل إسرائيل ولبنان وخصوصا في أوساط الأحزاب والفئات السياسية والنخب الدينية والإجتماعية بجميع أطيافها. فتضاربت المواقف بين مؤيد لهذه الزيارة وبين معارض ومنتقد لها جملة وتفصيلا، وقد قام كل طرف بطرح أسباب مواقفه التي منها الدينية ومنها السياسية ، وهناك من دافع عن مواقفه المؤيدة بحرارة عالية وكان من هاجم القيام بهذه الزيارة بشراسة وقوة ، حيث وصل بالبعض التصريح بأن مثل هذه الزيارة يمكن أن تؤدي إلى خلل في الموازين السياسية والأمنية داخل لبنان.
انأ لا أكتب هنا لكي أنحاز لأي من الطرفين لكني سآتي بالبعض القليل من التساؤلات والإشكاليات التي من الممكن أن تحمل هذه الزيارة في طياتها أو من حولها والتي من شأنها أن تعطينا لمحة سريعة عن مكاسب هذه الزيارة ( إذا كان هناك من مكاسب أصلا ) أو مضارّها.
-ماذا تعني العبارة: "زيارة تفقدية" للرعايا المارونية في هذه البلاد وماذا يمكن أن ينتج من زيارة كهذه وكيف يستطيع البطرك من خلال هذه الزيارة العمل على مساعدة ودعم أبناء طائفتة في أمورهم وأعمالهم في الوقت الذي يفتقر سيادته للأدوات العملية أو حتى النية الصادقة للقيام بمثل هذه الأمور؟ لنسال بشكل آخر وبصراحة تامة :
هل باستطاعة البطريرك أن يحرك أو يغير شيئا بسيطا بما يتعلق بأمور وهموم أبناء طائفته؟ لأن تفقد الشخص وأحواله يجب ان تواكبه أو ترافقه نصيحة عملية ومنطقية للخروج من المحن والمشاكل.
هل عندك يا سيادة البطريرك مثل هذا العلاج لطوائف وشعب يرزح تحت نير الظلم منذ عشرات السنين? خاصة وأننا نعيش هذه الأيام ذكرى النكبة التي شردت أبناء شعبنا الى جميع أنحاء العالم وبضمنها بلدكم العزيز لبنان، فمخيمات اللاجئين الفلسطنيين تعج بالأطفال المنسيين والمهملين من قبل الدولة ويعيشون دون غذاء مناسب أو دواء.
والأمر كذلك يخطر على البال سؤال إلى سيادة البطريرك:
هل "تفقدت" مرة واحدة مخيما فلسطينيا في لبنان ورأيت بأية أحوال مزرية وغير إنسانية يعيش سكانه من الصغير إلى الكبير?
لم يسمعنا سيادة البطريرك الراعي ولو مرة واحدة ما هو رأيه وما هي مواقفه (إذا كانت لديه مواقف) عن بطش وقسوة جيش الاحتلال في المناطق الفلسطينية المحتلة، أو عن ظواهر الإرهاب اليهودي التي انتشرت مؤخرا في جميع أنحاء البلاد والتي لم تسلم منها أيضا أماكن العبادة والكنائس المسيحية بشكل خاص، كما وأن قريتنا الجش لم تسلم هي الأخرى من هذه الاعتداءات. هناك قضايا أخرى لن أتطرق اليها كلها هنا وسأذكر على سبيل المثال لا الحصر قيام بعض رجال الدين بتشجيع الشباب المسيحي للتطوع للخدمة في جيش الإحتلال الإسرائيلي.
تفضل بزيارتنا على الرحب والسعة يا سيادة الراعي، لكنني أتحداك يا سيدي - مع اعتذاري ـ إذا كان باستطاعتك أن تحضر معك، ضمن وفدك المحترم، طفلا واحدا من أطفال اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات لبنان وليكن هذا الطفل من أطفال كفر برعم العزيزة على قلبك ليتعرف عن قرب على أرض أجداده ، أو ربما تحضر معك شيخا اقتُلع من قريته منذ سن الطفولة وطرد منها عنوة منذ النكبة، علّه يحقق شيئا من حلم يراوده منذ ستة وستين عاما. هذا هو التواصل الحقيقي بكل معانيه ياسيادة الراعي الموقر.
وإذا كان الأمر غير ذلك فالخير لك ولنا ألا تأتي لزيارتنا يا سيادة البطرك لأننا عاينا العديد من هذه الزيارات التفقدية التي لم تجلب لنا ولمجتمعنا ولشعبنا سوى المزيد من اليأس وضياع الهوية.
نحن لسنا بحاجة لزيارات نفخ وطبخ، وخطابات رنانة طنانة، وعبارات معسولة لأنها ليست سوى إهدار للوقت واستهتار بالعقل السليم.
الدكتور إيلي سليمان منصور
الجش
أثار قرار البطريرك الماروني بشارة الراعي زيارة إسرائيل في أواخر الشهر الحالي، ردود فعل متضاربة داخل إسرائيل ولبنان وخصوصا في أوساط الأحزاب والفئات السياسية والنخب الدينية والإجتماعية بجميع أطيافها. فتضاربت المواقف بين مؤيد لهذه الزيارة وبين معارض ومنتقد لها جملة وتفصيلا، وقد قام كل طرف بطرح أسباب مواقفه التي منها الدينية ومنها السياسية ، وهناك من دافع عن مواقفه المؤيدة بحرارة عالية وكان من هاجم القيام بهذه الزيارة بشراسة وقوة ، حيث وصل بالبعض التصريح بأن مثل هذه الزيارة يمكن أن تؤدي إلى خلل في الموازين السياسية والأمنية داخل لبنان.
انأ لا أكتب هنا لكي أنحاز لأي من الطرفين لكني سآتي بالبعض القليل من التساؤلات والإشكاليات التي من الممكن أن تحمل هذه الزيارة في طياتها أو من حولها والتي من شأنها أن تعطينا لمحة سريعة عن مكاسب هذه الزيارة ( إذا كان هناك من مكاسب أصلا ) أو مضارّها.
-ماذا تعني العبارة: "زيارة تفقدية" للرعايا المارونية في هذه البلاد وماذا يمكن أن ينتج من زيارة كهذه وكيف يستطيع البطرك من خلال هذه الزيارة العمل على مساعدة ودعم أبناء طائفتة في أمورهم وأعمالهم في الوقت الذي يفتقر سيادته للأدوات العملية أو حتى النية الصادقة للقيام بمثل هذه الأمور؟ لنسال بشكل آخر وبصراحة تامة :
هل باستطاعة البطريرك أن يحرك أو يغير شيئا بسيطا بما يتعلق بأمور وهموم أبناء طائفته؟ لأن تفقد الشخص وأحواله يجب ان تواكبه أو ترافقه نصيحة عملية ومنطقية للخروج من المحن والمشاكل.
هل عندك يا سيادة البطريرك مثل هذا العلاج لطوائف وشعب يرزح تحت نير الظلم منذ عشرات السنين? خاصة وأننا نعيش هذه الأيام ذكرى النكبة التي شردت أبناء شعبنا الى جميع أنحاء العالم وبضمنها بلدكم العزيز لبنان، فمخيمات اللاجئين الفلسطنيين تعج بالأطفال المنسيين والمهملين من قبل الدولة ويعيشون دون غذاء مناسب أو دواء.
والأمر كذلك يخطر على البال سؤال إلى سيادة البطريرك:
هل "تفقدت" مرة واحدة مخيما فلسطينيا في لبنان ورأيت بأية أحوال مزرية وغير إنسانية يعيش سكانه من الصغير إلى الكبير?
لم يسمعنا سيادة البطريرك الراعي ولو مرة واحدة ما هو رأيه وما هي مواقفه (إذا كانت لديه مواقف) عن بطش وقسوة جيش الاحتلال في المناطق الفلسطينية المحتلة، أو عن ظواهر الإرهاب اليهودي التي انتشرت مؤخرا في جميع أنحاء البلاد والتي لم تسلم منها أيضا أماكن العبادة والكنائس المسيحية بشكل خاص، كما وأن قريتنا الجش لم تسلم هي الأخرى من هذه الاعتداءات. هناك قضايا أخرى لن أتطرق اليها كلها هنا وسأذكر على سبيل المثال لا الحصر قيام بعض رجال الدين بتشجيع الشباب المسيحي للتطوع للخدمة في جيش الإحتلال الإسرائيلي.
تفضل بزيارتنا على الرحب والسعة يا سيادة الراعي، لكنني أتحداك يا سيدي - مع اعتذاري ـ إذا كان باستطاعتك أن تحضر معك، ضمن وفدك المحترم، طفلا واحدا من أطفال اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات لبنان وليكن هذا الطفل من أطفال كفر برعم العزيزة على قلبك ليتعرف عن قرب على أرض أجداده ، أو ربما تحضر معك شيخا اقتُلع من قريته منذ سن الطفولة وطرد منها عنوة منذ النكبة، علّه يحقق شيئا من حلم يراوده منذ ستة وستين عاما. هذا هو التواصل الحقيقي بكل معانيه ياسيادة الراعي الموقر.
وإذا كان الأمر غير ذلك فالخير لك ولنا ألا تأتي لزيارتنا يا سيادة البطرك لأننا عاينا العديد من هذه الزيارات التفقدية التي لم تجلب لنا ولمجتمعنا ولشعبنا سوى المزيد من اليأس وضياع الهوية.
نحن لسنا بحاجة لزيارات نفخ وطبخ، وخطابات رنانة طنانة، وعبارات معسولة لأنها ليست سوى إهدار للوقت واستهتار بالعقل السليم.
الدكتور إيلي سليمان منصور
الجش
Mi piace · · Condividi