عذرا، لا علاقة لنا بالحرديم - عطااللة منصور
يكاد كل خطاب اقتصادي يدور في اسرائيل، سواء ان كان لخبير او لمسؤول ان يبدأ بالندب والنحيب لأن العربيات واليهود الحرديم لا يخرجون للعمل ولا يساهمون في الانتاج وتحمّل واجبهم في الانتاج والناتج القومي الخام.
ولماذا لا تخرج النساء العربيات للعمل والانتاج والمساهمة في رفاهية عائلاتهن ومجتمعهن؟
الجواب على هذا السؤال كان في مرحلة زمنية يميل الى الاقتناع بان العادات والتقاليد تحتفظ بالمرأة العربية للعمل في المطبخ والبيت وولادة الاطفال ومتعة زوجها، لكن التجربة الميدانية اثبتت ان هذا التبرير فقد مصداقيته حين وصل عدد العاملات العربية من مسلمات ودرزيات عشرات الالوف في مصانع النسيج والخياطة التي قطعت الاردن الى اربد وعمان في الفرصة الجديدة التي تيسرت مع اتفاقية وادي عربة والتويع على اتفاقيات اقتصادية مع الاردن!
هل اهتمت حكومة اسرائيل الغيورة على مساهمة العربيات في ايجاد البدائل لاستيعاب للعاملات العربيات ؟
ولماذا لا يخرج اليهود الحرديم لسوق العمل؟ لأن هذه الفئة اليهودية تؤمن بان على اتباع هذه النظم قضاء حياتهم بالصلاة ودراسة التوراه والتلمود وترك امور دنياهم للنساء!
اهذا امر غريب؟ الامر اغرب من غريب!
الحرديم يرفضون العمل ويمنعون اولادهم من دراسة جدول الضرب او احرف اللغة الانجليزية واضاعة اوقاتهم الثمينة في مثل هذه الترهات!
انهم يرفضون دولة اسرائيل ولا يحتفلوا باعيادها. انهم ينتخبون كتلة برلمانية ولكنهم يرفضون ان يكون لهم وزراء في الحكومة وفيها يقسمون يمين الولاء لقوانين الدولة ومن هنا فممثلهم في حكومة نتنياهو هو نائب وزير الصحة (الذي لا يطالب بالاشتراك في جلسات الحكومة ويقسم يمين الالتزام بقوانين الدولة) ويؤمنون بأن عليهم الانتظار بان يقوم الله باعادة الملك لاسرائيل وبناء هيكل سليمان وهو - الله تعالى- سيفعل ذلك يوم يعود اليه اليهود ويتبعون النظم التي يتبعون!
ومن الجدير بالذكر اننا لا نتحدث عن فئة تسير نحو نهايتها المحتومة من حيث هجرها من قبل اتباعها لان الارقام تؤكد ان عدد هؤلاء في ازدياد متصل. لقد شكّلت طائفة اليهود الحرديم كتلة بشرية بلغ تعدادها 545 الف في نهاية القرن العشرين. وبعد عقد من الزمن بلغ عددهم 750 الف انسان ويؤكد خبراء الاحصائيلت ان عددهم سيتجاوز المليون بعد عشرة اعوام، وحكومة اسرائيل تمّول مدارسهم الخاصة بأكثر من مليارد شيكل سنويا بعد ان كان هذا التمويل قرابة نصف مليارد قبل اربعة اعوام. معدل الاطفال الذي تلدهم المرأة الحردية هو 6.5 طفلا وهي تتزوج قبل بلوغها العشرين في حين ان اليهودية "العادية" تتزوج بعد بلوغها ال-27 عاما وتلد 2.1 طفلا في المعدل.
ومن هنا : لا مجال للمقارنة.
اخواتنا العربيات لا تطمحن الى العيش في البيت، بل تسعى للمساهمة في اقتصاد عائلتها ومساعدة زوجها في تامين افضل مستوى العيش الكريم، والحكومة لا تقوم بواجبها لتقديم فرص العمل في ظروف معقولة.
فعذرا، لا علاقة لنا بالحرديم.